يعنى بالنصوص الشعرية والادبية
زهرة القاضي / شاعرة تونسية
أشعرُ أحياناً أنّ القابلةَ ولّدتنِي خطأً
سُكتَ عن الخطإِ
وأخرجونِي من المصحّةِ رضيعًا سليما
من نُدوبِ الوِلادةِ
وجرِيحًا من يدٍ تجذِبُني نحوها
يدِي الأولى خرجتْ طليقة
يدِي الثّانية علقت عندَ أمّي
لمّا صَرختْ صرخةً أخيرة، حُرّرت اليدُ
وشَيّعتْ زهرةُ أمّي يدًا بلطخاتِ دمٍ
أشعرُ أنّي وليدةُ صرخة
وأنّ يدِي الملطّخَة أطولُ من يدِي السّليمة
أعانِي عيبا خِلقيّا منذُ سنينَ
لم أتفطّن لذاكَ إلّا حينَ جلستُ للمكتبِ
يدِي السّليمة تكتُب قصيدة ورقًا
يدِي الملطّخة تطرُز صورة، وتنقذُ قصيدةً
من السّقوطِ.
أنا أكاديميّة/شاعرة
لي ذراعانِ ممدودانِ
ذراعِي الأيسر أصلبُ من ذراعِي الأيمن
فكنتُ أطردُ من عايَرونِي بعيبِي
بذراعِي الأيسر
وكنتُ أكتبُ قصائدي
بذراعِي الأيمنَ
داعبت الكلمةُ مرّة ذراعِي الأيسر
علِقت بين أصابعِي
فصرختُ
وشيّعتُ كلمةً بلطخاتِ دم
أنا الآن، وحيدةٌ
من عيّرنِي بعيبِي غادرَ
والكلمةُ التِي داعبتْ ذراعِي
هجرتْ ذراعيّ
وحيدةٌ أنا، دون أوغادٍ ودون شعرٍ
أنا أكاديميّة/شاعرة
لي ذراعان ممدودان سويّان
ذراعٌ للأكاديميا
وذراعٌ للشّعر
وأفكّر في إنباتِ ذراعٍ آخر
أصيدُ به قصّة أو حِكاية
لكنّ من عيّرونِي هجرُوا
فكيفَ أكتُب؟
والقصائدُ النّابتةُ هجرتْ
فكيف أكتبُ؟
لي أذرعٌ
ولي وحدة تعلّمني
أنّ الوحدةَ عيبكَ الأعظم…
...........................
الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-
او تحميل تطبيق نخيل
للأندرويد على الرابط التالي
لاجهزة الايفون
او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي