يعنى بالنصوص الشعرية والادبية
آيات عبد المنعم | شاعرة مصرية
بَعضُ الجُرُوحِ لا تَندَمِلُ،
فَقَط إِنْ أمْعَنْتَ النَّظَرَ إلَيْهَا جَيِّدًا
وبفَحصٍ ظَاهِرِيٍّ قَدْ لا تُبصِرُهَا نُدُوبًا بَعدَ اليَوْمِ..
هِيَ تَئُنُّ مَعَ كُلِّ دَعوَةِ صَلاحٍ وثَناءٍ وشُكرٍ..
مَعَ كُلِّ مَرَّةٍ يَتنَدَّرُ بِهَا النَّاسُ عَنْ سَعَادَةٍ وَاهِنَةِ الحِسِّ
زَائفَةِ الشُّعُورِ.. بَاهِتَةً
يَنشِدُونَهَا مِثْلَكَ، مَعَكَ.. أوْ بِكَ
فِي كُلِّ مَرَّةٍ تَستشْعِرُ هَوَانَكَ،
وتَسْتَحضِرُ خُذلانَهُمْ يَشُقُّ الرُّوحَ.. فَلا يُسْعِفُكَ،
ولا يَرُدُّكَ لصِوابِكَ تَرَبُّصُهُمْ، وإِعرَاضُهُمْ عَنْكَ..
مَتَى شَاؤُوا أقْبَلُوا،
ومَتَى أرَادُوا أَدبَرُوا..
وأنْتَ عَلَى وَضعِكَ تَمامًا
لا تَشعُرُ لأنَّكَ مَيْتٌ مُنْذُ أمَدٍ..
أنْتَ فَقَط تَتلَوَّنُ لتُلاقِيَهُمْ بمَا يْستَلزِمُ رِضاهُمْ عَنْكَ..
ولَنْ يَرضَوْا
اِبتَسِمْ، تَجَمَّلْ، وحَاوِلْ الوُقوفَ مِرَارًا دُونَ الاستِنَادِ عَلَيْهِمْ.. جُدرَانُ غُرفَتِكَ الضَّيَّقَةِ بأحزَانِكَ أوْفَى...
لَنْ تَشِيَ بنَحُيبِكَ،
ومِرآتُكَ فائِقُةُ الجَوْدَةِ تَستطَيعُ إغْفَالَ أَنَّ أجْمَلَ سِنِينَ العُمْرِ قَدْ وَلَّتْ، وخَلَّفَتْكَ هُنَا وَحِيداً تَنتَظِرُ.
نَضَارَتُكَ قَدْ تُبْهِرُهُمْ،
لَكِنَّ وَجعَكَ لا يَعنِي لَهُمْ..
هُمْ يُجِلُّونَ الأَقْوَى وَإِنْ كَانَ ظَالِمًا..
فَتَمَرَّسْ...
جَميعُهم صَدَّقَ مَا صَوَّرَتْهُ لَهُمْ عَيْنُ يَأسِهِمْ..
مَا افْتَقَدُوهُ وبِشدَّةٍ فِي حِكايَتِهِمْ الخَاصَّةِ..
ألقَوْا بالشَّبَهِ عَلَيْكَ.. لِتُصلَبَ عَنْهُمْ
لَسْتَ الفَادِي
ولَيسَتْ مِثَالِيَّةً تِلْكَ السَّعادَةُ..
لَيسَتْ فائِقَةِ الحَبكَةِ..
تَحمِلُ مِنْ تَفَاصِيلِ الهَزيمَةِ والانْتِصَارِ مَا لا يُمكِنُ حَصرُهُ مِنْ كَلمَاتٍ يَتغَنَّوْنَ بِهَا ولا يُجيدُونَ قُراءَتَهَا،
ولا يَستَشْعِرُونَ نَبْضَ لَحنِهَا..
ليُحيِيَ وَهَجَ إحسَاسِهِمْ، قُلُوبَهُمْ.. ولوْ لِمَرَّةٍ!
(أَنَا زَهرَةُ السَّوسَنِ، مَن حَمَلَتهَا أَقدَارُهَا طَوَاعِيَةً لَكَ..
تُزهِقُ فِيهَا الإِحسَاسَ بِلَمَسَاتِكَ المُتَلَصِّصَةِ..
أَنَا مَن تَألَّمَتْ حِينَ عَانَقتَهَا..
وَكَأَنَّنِي طِفلَةٌ..
لأَوَّلِ مَرَّةٍ أَتَنَفَّسُ.
بَينَ أَضلُعِكَ المُستَقَرُّ مِنَ الجَحِيمِ..
مِنَ الأَذَى!
هَلاَّ تَكُفُّ أَذَاكَ عَنِّي؟!
حَتَى أُنَازِعَ أَسَفَ صَمتِي صَرَخَةً،
وَأَبُوحَ أَنِّي أَمُوتُ فِي طَورِ التَّمَنِّي..
أَنِّي حَسِبتُ هَوَاكَ دَربَاً لِلنَّجَاةِ..
فَأَعُوذُ بِرَبِّي الآَنَ مِنكَ..
وَمِن دُرُوبٍ تَنثُرُ الظِّلَّ بِأَرضِي).
...........................
الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-
او تحميل تطبيق نخيل
للأندرويد على الرابط التالي
لاجهزة الايفون
او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي