loader
MaskImg

نخلة عراقية

سيرة مبدع عراقي

قيس النوري

breakLine

نخلة عراقية 

الأنثروبولوجي العراقي قيس النوري

 

يعتبر قيس النوري (1929-2015) أحد أشهر أساتذة علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في العراق والوطن العربي .
ولد في العمارة عام 1929م وفيها تلقى تعليمه الأول.
درس الاقتصاد أولا في جامعة بغداد ثم مالبث أن غير تخصصه إلى دراسة الانثروبولوجيا بعد أن حصل على زمالة دراسية في الولايات المتحدة في نهاية الخمسينات من القرن الماضي. حصل على شهادة الماجستير عام 1960، والدكتوراه عام 1964، من جامعة ولاية واشنطنUniversity of Washington .. 
عاد إلى العراق وعمل في التدريس بقسم علم الاجتماع في جامعة بغداد ويعد من طليعة الرعيل الثاني بعد جيل الرواد الكبار في علم الاجتماع في العراق والعالم العربي.
يعود له ولزملائه الأنثروبولوجيين في قسم الاجتماع الفضل في تأسيس فرع الأنثروبولوجيا التابع لقسم علم الاجتماع في كلية الاداب جامعة بغداد في عام 1988.
عمل في التدريس الجامعي في جامعة طرابلس (الفاتح حاليا) في النصف الأول من سبعينات القرن العشرين، وفي قسم الأنثروبولوجيا جامعة اليرموك الأردنية في مدينة اربد من الفترة (1994-2003).
يمتلك النوري أفقا علميا واسعا وحسا سوسيولوجيا عميقا في رصد وتحليل الظواهر الثقافية في المجتمع وأثرها في بناء الشخصية. تناول جوانب ثقافية واجتماعية حساسة ذات أثر في مسيرة التنمية الاجتماعية في العالم العربي مثل: القيم الاجتماعية، الأسرة، الهامش الريفي، آفاق الشخصية المنوالية العربية وغيرها من قضايا الثقافة والشخصية وعلاقتها بالتنمية. وقد كان وفيا في هذا الجانب لأستاذه الدكتور علي الوردي الذي يكن له كل احترام وقد كتب ونشر عنه في أكثر من محفل بالعربية والإنجليزية.

وقد ساعدت النوري مرجعيته العلمية الغزيرة جراء مزاملته وتتلمذه على أيدي أساتذة كبار سواء في بغداد أو في أميركا، كما تساعده عملية إجادته التامة للغة الإنجليزية وميله المستمر للاطلاع على آخر مصادر المعرفة في تخصصه من مراجعها الأصلية ومواكبته المستمرة لما ينشر في الغرب، ساعدت على التأثير إيجابياً في منهجيته في الكتابة واختيار موضوعة البحث وطريقة تناوله.

كما تميزه شخصيته الهادئة التي نأت به باستمرار عن مختلف أشكال التنازع والتخاصم وما تمليه طبيعة المهنة أحيانا وحساسيتها.
ينظر له الكثير من طلبته على أنه خليفة للدكتور علي الوردي في مسألة تمكنه من اختصاصه وقدرته على الإقناع والتأثير في طلبته وتحفيزهم على الاطلاع والبحث والمناقشة وطرق الجوانب الخفية والغائبة في ثقافتنا العربية. لكن ظروف الفترة التي عاشها العراق في ظل الحكم الدكتاتوري الصارم حرمته من الحرية النسبية التي نعم بها سلفه الدكتور علي الوردي والتي أنتج فيها أبرز أعماله التي خلدته.
وهو ما يفسر لربما توجه قيس النوري إلى الدأب المستمر على النشر في أبرز المجلات والدوريات العالمية المتخصصة ومنها: أنثروبولوجي توداي Anthropology Today الاميركية، المجلة الدولية لعلم الاجتماع International Social Science Journal ومجلة دراسات العائلة المقارنة Comparative Family Studies الكندية وغيرها. ذلك لما توفره مثل هذه المنابر العالمية من حرية الرأي والتعبير فضلا عن إيصال الصوت وذيوع الشهرة في المحافل العلمية المتخصصة ومواكبة مستجدات العلم.
ألف الدكتور قيس النوري 13 كتاباً وعشرات البحوث العلمية الرصينة المنشورة في الدوريات العربية والعالمية ومن أهم كتبه:
- طبيعة المجتمع البشري في ضوء الأنثروبولوجيا الاجتماعية، 1970.
- الحضارة والشخصية، 1981.
- النظريات الاجتماعية (تأليف بالاشتراك مع د. عبد المنعم الحسني)
- مدخل إلى علم الإنسان (الأنثروبولوجيا)، 1982.
- الشخصية العربية، 2002.
- الأسرة مشروعا تنمويا، 1994.
- الإنسان والبيئة.