loader
MaskImg

الاخبار

اخبار ثقافية واجتماعية وفنية

هل على الأدب أن يكون سياسياً؟ نخيل عراقي تستطلعُ آراء الأدباء الشباب حول ذلك ..

breakLine
2023-11-10

 


تقرير :
الشاعر و الصحفي أيوب سعد

يمارسُ الأدبُ دور العامل المساعد في زيادة التفاهم الثقافي من خلال الاتصال بين الأدباء والمثقفين في مختلف الثقافات، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يساعد الأدب في فتح نوافذ جديدة لفهم وتقدير العالم الذي يحيط بنا، ويمكن أن يساعد الأدب أيضاً في تحسين العلاقات الدولية عن طريق تعزيز الفهم المتبادل والتسامح، وبإمكان الأدب البقاء مجرداً كي يحقق أمكانية التواصل بين الشعوب.

الكاتب اللبناني نبيل مملوك يقول خلال حديثٍ لنخيل عراقي " إن "الأدب في نهاية المطاف هو تعبيراً عن الحياة ووسيلته اللغة كما يعرفه هدسون، أن لم يكن الأدب على صلة بكل ما أخرجته الحياة من مجالات ومرافق فكرية ومسارات تعبيرية في السياسة أو الثقافة لن يكون أدباً خالصاً سيكون أي شيء أخر غير الأدب، بالتالي فأن إنخراط الأدب في السياسة أكثر من طبيعي وأكثر من معقول ومنطقي لأنها شكل من أشكال الوجود الأنساني، ودخول الأدب في السياسة ضمن إطارات محددة لأن الأدب إذا لم يكن منبراً صالحاً لتعبير عن أي قضية دون تمييز أصبح مجرد سرديات مجرد مركبات لغوية جامدة، ومجرد زنزانة اسلوبية، وهذا ما لا نريد".

ويضيف "تسييس الأدب بشكلٍ مطلق غير ممكن أبداً، هناك عدد من الشعراء وعدد من الكتّاب لديهم مواقف سياسية يحكم عليهم  من بعض النقاد إنطلاقاً من مواقفهم السياسية أكثر مما يقدمونه إبداعياً، وذلك أكثر ما يضر بالأدب، نحن حين نتحدث عن زاوية أدبية معينة أو بقعة أدبية تعبيرية، نتحدث عن نص شامل لا يستطيع الأديب الأديب سواء كان شاعر أو روائياً أن يتماهى مع قضية سياسية محددة ويتكلم بها أو يسييس قطعته الأدبية".

ويتابع "في طبيعة الحال نحن في حرب الآن، واستكمال الصراع العربي الإسرائيلي، وكل موقف أو حرف يكتب لصالح فلسطين يتم التضييق عليه من قبل أغلب المؤسسات التي لا مصلحة لها باتخاذ موقف والبقاء على حياد أو سواء من الغرب أنفسهم يأتي ذلك التضييق على الأدب".

عبر  الأدب يتم كتابة التاريخ وآلام الإنسان المتكررة في الحروب والأوبئة والأمراض، فمن خلال القصص والروايات والشعر، يمكن للأدب أن ينقل الثقافة  والقيم الخاصة  ومآسي الشعوب المختلفة، وبالتالي يمكن أن يساهم في فهم الأخر الذي وقع عليه الظلم والأذى وكشف وإيصال صوته ومعاناته بالأدب وحده.

الكاتب السوري رأفت حكمت يقول خلال حديثه لنخيل عراقي :
" علينا في البداية أن نتفق على صياغة مشتركة لمفهوم الأدب الّذي نتحدّث عنه هنا وبالتالي على صياغة تمكّننا من فصل الموقف السياسي عن الموقف الإنساني، للأسف اختلطت التفسيرات المتعلقة بالمفهومَين السابقين، وبالتّالي أخذ الأدبُ كغيره من سائر الفنون مسرباً يضعُ صاحبَهُ موضع الانحياز إلى طرف دونَ آخر لمجرّد عبّر عن رأيه في موقف إنسانيّ، قد لايكون هذا الموقف له علاقة بالسياسة، لكنّه بسبب الخلط بين المفاهيم، يصبحُ ملطّخاً، سواءً بالسياسة او حتّى بأمور تتعلّق بالأديان".

ويستطرد إن "استغلال الأدب في أمور سياسيّة هذا بالتّحديد هو ما يجعل المسؤوليّة فرديّة ، في السّعي نحو الحدّ من هذا الاجتياح السياسي للأدب، لأنّه حتماً، سيجعل الهوّة كبيرة بين الشّعوب على اختلاف ثقافاتها،بل ربّما بين الأجيال المتعاقبة في إطار الشّعب الواحد.ذي الثقافة المشتركة".

ويردف "في الحقيقة أعتقد أنّ هذه السياسات في الضّغط على صنّاع الأدب وأصحابه، ستوصلنا حتماً إلى محدوديّة خانقة في النتاج الأدبيّ، ولن نجد بعد سنوات قليلة ربّما، سوى قوالب جاهزة لأدبٍ مُعلّب إن صحّ هذا الوصف، وبالتّالي فإن هذه المواقف وتلك القرارات تقلقني جدّاً، كما هو الحال عند كثيرين مثلي".

من جانبه، يقول الصحافي والشاعر العراقي إيهاب شغيدل :-
"الأدب بوصفه عملية انسانية وحضارية لابد من معرفة ما الذي ستعنيه هذه الكتابة وتلك، هل ننحاز في هذه اللحظة أم نفكر في كونية الأدب؟ هل نستخدمه كأداة قمعية وتضللية أم نحافظ عليه بوصفه مادة لغوية غاية بالتعقيد والبساطة في آن، هنا ستبرز الأجوبة الأكثر جدة وحيوية، فهل سبق أن ساندت قصة أو قصيدة العقاب الجماعي هل يرضى الأدب أن نرى المقتول ونقول هذا القاتل! هذا ما يبنغي التفكير به وسط هياج المواقف والأفكار".

ويؤكد "مثلما لا يمكن فصل الحياة العامة عن الأدب، لا يمكن فصل الحياة الأدبية بما فيها من مدارس وآراء ورؤى عن الأدب، وعبر هذه المعادلة متساوية الطرفين يمكن أن يزج الأدباء أنفسهم في الحياة واللغة بالآن نفسه، وما ينبغي الإلتفات له لا يوجد فعل غير سياسي وهنا نسعيد قول ايغيرتون، الفرق بين النقد السياسي وغير السياسي هو كالفرق بين رئيس الزوراء ورئيس الجمهور، اذن عملية الفصل غير ممكنة".

ويشار إلى أن من مواقف التضييق والتسييس للأدب مؤخراً، إلغاء الجائزة التي كان من المقرر منحها في معرض فرانكفورت الدولي، للكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي عن روايتها تفصيل  ثانوي بحجة معاداة السامية، قرارٌ مجحف أحتج بسببه الكثير من الأدباء حول العالم على اللجنة المنظمة للمعرض من ضمنهم أشخاص حاصلين على جائزة نوبل.

وكما جاء إنسحاب وإدانة جمعية الناشرين والكتبيين العراقية، وهيئة الشارقة للكتاب من معرض فرانكفورت الدولي نظراً لسحب إدارة المعرض جائزة الكاتبة الفلسطينية عدنية شلبي، داعين بذلك لإبراز دور الثقافة والكتب وتشجيع الحوار والتفاهم بين الناس.

ويذكر أن رواية(تفصيل ثانوي) تتناول عبر مستويين، حادثة تاريخية موثقة، وقعت يوم الـ13 من أغسطس (آب) في صحراء النقب، عندما قبضت مجموعة من الجنود الإسرائيليين على فتاة فلسطينية، ثم اغتصبها الضابط، وأمر بقتلها ودفنها. أما المستوى الثاني فتحاول فيه الأنا الساردة البحث عن تفاصيل هذه الجريمة، فتسافر الشابة الفلسطينية – المولودة في يوم قتل الفتاة نفسه، ولكن بعد 25 عاماً - من رام الله إلى صحراء النقب، حيث تلقى في النهاية مصرعها على يد أحد الجنود الإسرائيليين.

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي