يعنى بالسرد القصصي والروائي
حميد عقبي | كاتب وشاعر يمني
كانت تُمطر وتمطر وكأنها لن تتوقف، كأنها ستمطر إلى الأبد لكن المطر توقف قبل الغروب بلحظات قليلة، بدأت قوافل النجوم تتوافد، أمتلأت السموات السبع بضجيج النجوم، بلعبها وفرحها الماجن، تمنيت ألا تنتهي الليلة، لكنها ماتت مع بزوغ الفجر، أنسحبت النجوم وهي تركض إلى الأعلى، تتسلق معاريج وبعضها أحضر بعض الحبال وخاصة تلك النجمات التي شعرن بدوار الرأس من كثرة الرقص أو ربما بسبب دخان سيجارتي، كأني أشعر بالثمالة، أشعر أن رأسي ينتفخ، لا أدري لماذا تفعل بي الريح كل هذا؟
عندما يناديني ملاك القصيدة يذهب بي إلى الأزقة الضيقة ويشير لي أن أتامل الظلال وما يصدر من أصوات من نوافذ العشاق، يدفعني بعدها إلى حانة هادئة أسقفها من الخشب الأسود المعطر، يتركني عندما أرفع كأسي ومع أول رشفة أشعر بالفارع عن يمني والصمت عن يساري وقد أكمل كأسي الأول ولا يأتي الحرف الأول من القصيدة.
عندما أكون وحيدا أذهب وأمشي في الشوارع الطويلة التي لا نهاية لها، اتجول بلا أمنية ولا حلم، وعندما أفقد صداقة تنطفئ شمعتي وأعجز عن النهوض لكي أعيد اشعالها، أعلم أن الريح تلعب برأسي مع ذلك لا أغلق النافذة.
