كِذْبَك حِلو

حنان قباني العقاد | كاتبة سورية

عزيزي يا صاحب الظِّلِّ الطَّويل،
لا أعرف من جعلَ الكَذِب مِلْحاً للرِّجال. إنّ من قال إن الكذب ملحَ الرِّجالِ، كانَ عليه أنْ يقولَ: "إنّ حُلْوَهم كَذِبٌ''
وعلى رأي المرحومة ميّادة بسيليس:  "كذبك حلووووو" 
طبعاً أنا لا أُعمِّمُ الكذِبَ على الرجال، ولا أُخصِّصُهُ بينَهُمُ،  فالنِّساءُ تكذِبُ أيضاً.  أنا لا أعرفُ لِمَ نُمارسُ الكَذِبَ في حَيَواتِنا..
لِمَ لا نُخبِرُ الحقيقةَ دَوْماً، وبِلا مُقدّماتٍ...
أَحدُهم وَعَدَني ألّا يُديرَ ظهرَهُ لي أبدا، لكنّهُ فَعَلَ! لَعلَّ تاريخَ ميلادِهِ يحملُ وِزْرَ هذا..
أنا لا أَملُكُ إلّا أَنْ أعذُرَه، لكنّي لنْ أغفرَ له طريقتَهُ في ذلك،
ومع هذا سأنسى وأنا سعيدةٌ، لأنّهُ تركَ لي مادّةً غنيَّةً بالأحداثِ، والحوارات الشَّيِّقة أَكتُبُها لاحِقاً، وستكونُ ذِكرىً أبتسِمُ عندما أْسْتَرْجِعُها...
لقدْ كانَ حتّى صباحِ اليومِ حبيبي!
سأكتُبُ فيه قصائدَ إلى أَنْ أَكتفي. سأمدَحُهُ كَاسْمِهِ، وسأُعاتِبُهُ على فعْلِهِ، فأنا لا أستطيعُ أنْ أكونَ إلّا حقيقيّةً..
وَبَيْنَ هذا وذاكَ سأَعذُرُ ، لأنّي سأَمْضي قُدُماً في حياتي...
إٍنَّ السّلوكَ لا يمكنُ أَنْ يرتبطَ بجِنسٍ، لكنّهُ يرتبطُ بالنُّضجِ، وإدراكِ الغايةِ مِنْ حياتنا.. والإدراكُ مرتبطٌ بالأخلاقِ، وأُوْلى مراتبُ الأخلاقِ هي الصِّدقُ، والصّدقُ يولّدُ الكرامةَ...
عزيزي يا صاحب الظِّلِّ الطّويلِ.. 
 كنتُ أتمنى أنْ أُرسلَ إليكَ بطاقةَ دعوةٍ لزفافي كُتِبَ عليها:" لقدْ تزوّجْتُ بقصيدة". هي قصيدةٌ كتبَها لي، وأنا أَثقُ أنّهُ كان يَعنيها.
لنْ أَقولَ أنَّ البحثَ جارٍ عن بديلٍ، لكنْ كُلّي إيمانٌ بِأنَّ القادمَ إليَّ سيصلُ..
وإلى لقاءٍ قريبٍ...