loader
MaskImg

السرد

يعنى بالسرد القصصي والروائي

فكرة حزينة أمام مدفأة

breakLine

 

مريم الساعدي  || كاتبة وروائية إماراتية

 


كان لهب النار يرقص في المدفأة، أي شيء يرقص يشدّ انتباهي، لا شيء يضاهي سحر أوراق شجر يرقص مع الريح على الغصن، ورود تتمايل على سيقانها الطويلة في حقل ورد، لهيب نيران يتراقص على حطب في مدفئة وجدت في تأمله سحر خاص. ألذلك يعبد المجوس النار؟ ألأنهم تعلقوا بتأمل لهيبها المتراقص؟ وفي الفراغ ماذا يفعل انسان يتأمل لهيب نار سوى أن يترك روحه تنساب لما يراقصها فيخر راكعاً.
وجدتني أفكر في الموت.. تراودني هذه الفكرة كلما ألفيت نفسي غارقة في تأمل تفصيلة صغيرة من تفصيلات الحياة الجميلة، التفاصيل هي الحياة، أتأملها لأشرب من كأس الإحساس بالحياة حتى الثمالة. وبما أن التعلق بالتفاصيل يصنع شبكة رهيفة -لكن محكمة- من حالة التشبث بالحياة داخل النفس فهو يولد لا إرادياً ذلك الخوف الخفي الكامن من فقدانها.
"منال، هل تعرفين أين نذهب بعد أن نموت؟"، كنت أسند رأسي على ذراعي التي أتكئ بها على الطاولة الدائرية البيضاء.. أتأمل السحر في لهيب نار المدفئة.. منال متصالحة مع فكرة البقاء والفناء؛سارت في الطريق؛ طريق البحث والمعرفة عن حقيقة الأشياء... ولديها يقين بأنها وصلت. أنا سرت معها أحياناً، على فترات متقطعة، عندما أكون قد يئست من محاولة الفهم، لكني كنت أعود سريعاً، أسير خطوتين، وأعود عشرة، ليس لأني أصل للفهم سريعاًولكن لأن رأسي ثقيل يحب أن يخط سيره بنفسه وإن تبدت له كل القرائن، وإن فُتحت أمامه كل الصحف، عقلي عدوي، أو صديقي، أو لا يهتم بي.. عقلي لا يهمه أن يتركني في الفضاء أحلق وحديفي دوامات الحيرة والضياع.. عقلي لا يأبه بي، يبدو منفصلاً عن قلبي، لا يهمه أين تذهب روحي وماذا يكون مآلها، عقلي أيضا كسول، لا يريد أن يتعب بالتفكير ومحاولة ربط المقدمات والنتائج، يقول لي اجلسي في اللحظة وكفى، فأجلس في اللحظة.
  "سننتقل، سنتحرر، سنكون في حياة أخرى أكثر سعادة، ستكون أرواحنا طافية في راحة الأبد، سنحيا مجدداً على صيغ مختلفة، لقد التقينا أنا وأنت في حياة سابقة وحتماً تآلفنا، ربما كنا أختين، أو صديقين، أو زوج وزوجة، لذلك وجدنا بعضنا في هذه الحياة وتصادقنا، وهكذا حين ننتقل سنلتقي مجدداً على أشكال أخرى"تقول ذلك بهدوء وابتسامة رضا واقتناع وسعادة طافحة.. أم تُراها سعادة تحاول أن تخلقها لنفسها؟ 
  "ومن كان الزوج فينا في الحياة السابقة"، أقبض على النكتة كي أكسر حدة الفناء الذي أراه يرقص مع لهيب النار في المدفأة.. “غالباً أنا" تقول منال.. وأتساءل في نفسي هل لديها ميول نحوي؟ وأضحك.. وكأنها سمعت ما دار بخاطري فتضحك، وحين نضحك نحن نعود إلى الأرض، إلى الكراسي التي نجلس عليها حول مائدة دائرية يغطيها مفرش أبيض ناصع أمامها مدفئة في المطعم الفاخر الذي اتفقنا أن نلتقي لتناول طعام العشاء فيه بعد فراق أسابيع كانت مسافرة فيها. نلتقي ومنال من حين إلى حين، وحين نكون كلانا في البلد نلتقي مرة في الأسبوع، أحب يوم الأحد،أكسر بالخروج فيه صدمة بداية الأسبوع. وتحب هي الاثنين، اليوم الوحيد الذي لا تُدّرس فيه، وأحياناً نلتقي أي يوم اتفقت ظروفنا عليه. تشتغل أستاذة جامعية، فتنشغل في المحاضرات والمؤتمرات، ولديها أسفارها الخاصة بحثاً عن الإجابات، أنا أشتغل في الصحافة والوقت غالباً ضيق في تغطيات هنا وهناك. لكن حين يحب المرء صديقاً يترك له مكاناً في أيامه، الأصدقاء مخدّرات الوقت. تقول لي إن من أسباب بهجهتها هي لقاءها بالأصدقاء، وأقول أنىالآن في تلك اللحظة حول تلك الطاولة الدائرية المغطاة بالمفرش الأبيض، التي تتوسطها شمعة الكترونية حمراء أمامها مدفأة يتراقص فيها لهيب نار في مطعم فاخر لا أحد سوانا فيه سوى عجوز أوروبي في الزاوية يشرب نبيذاً أحمر وتسقط على خده اليمين دمعة صغيرة، وموسيقى جاز خفيضة تعزف في المكان، إنني في تلك اللحظة أشعر بالسعادة والاكتمال وكأني قد فرغت من واجبات الحياة وصرت جاهزة للرحيل. هل نرحل حين نكون جاهزين؟ 
" ولكن يا منال هذا يعني أننا حين نلتقي في الحياة الأخرى سنكون أشخاصاً آخرين، لن نتذكر أي شيء مما كناه، وهذه فكرة حزينة، أليست الحياة موجودة لأننا نعرفها؟ فكيف نقول إننا سنظلأحياء ونحن قد نسينا حياتنا؟ الذاكرة...الذاكرة هي الحياة.." 
" ستتذكرين، لقطات، مشاهد، مواقف.." تقول بيقين
" ولكن هذا سيجعلني أكثر حزناً.. أن أتذكر ولو بشكل بعيد أنهكانت لي حياة وغابت.. “
" هكذا الحياة" تقول 
" فكرة حزينة" أقول
نصمت، ونترك لهيب النار في المدفاة يتكلم راقصاً. 
أرقب دمعة العجوز الأوربي في الزاوية وقد لبثت طويلاً على خده المجعد ثم سقطت سريعاً في كأس النبيذ. 
"منال، هل تثمل الدموع لو سقطت في كأس خمر؟"
 
 
منال 2
 
تحب منال أن تقدمني للناس. هي تحب أن تتعرف على الناس، تمتلك تلك الابتسامة التي تظهر في الاعلانات، التي تقول أنا شخص مقبل على الحياة ويسعدني الترحيب بك واستقبالك في عالمي. تقول "أقدم لكم فرح، صديقتي وهي صحافية شهيرة لها تحقيقات كثيرة فازت بجوائز عالمية". نصف هذا الكلام غير صحيح، لم أفز بأية جائزة، وليس لدي الكثير من التحقيقات، أقوم بتغطيات متفرقة فقط، رئيس التحرير لا يحبني ويعمد إلى تهميشي ونزع المهمات مني في خطة لتطفيشي، ولا أبذل جهدا كبيرا لإيجاد مكان عمل آخر. المعلومة الوحيدة الصحيحة التي تقدمني بها للناس هي اسمي "فرح"، وحتى هو لا يبدو متسقاً مع شخصي.
 
أقول لها توقفي رجاء عن ذلك، لا أحب أن تلبسيني ثوبًا أكبرمني، لا أحب الخداع. 
تقول هذا ليس خداع، يسمونه مهارات تسويقية. ثم أنتِ كذلك حقاً لكنك لا تعرفين قيمة نفسك.
" كيف كذلك؟ ماهي الجوائز التي حصلت عليها ها؟ ماذا لو سألني أحدهم عنها؟"
" أي جائزة يا عزيزتي ستتشرف أن تلصقي اسمك بها"
" أوه يا إلهي يا منال، أنا لا ألصق نفسي بشيء، عشت حياتي أحاول أن أفك التصاقاتي بالأشياء"
تهز رأسها بلا مبالاة، تحمل كأس شرابها التوت البري المخلوط مع السفن أب، تجرني من يدي وتنادي على زميل لها يقف في زاوية مع آخر "مايكل، تعال أعرفك على أهم شخصية في هذا البلد" 
أدور بعيني في نفاذ صبر على السقف وأكتم صيحة غيظ.. أتمتم بصوت مسموع "أوه يا إلهي توقفي الآن عن هذا". يقبل نحوي رجل أجنبي متوسط الطول يربط شعره البني الفاتح على شكل ذيل حصان ويرتدي في أذنه اليسرى قرطًا فضيّ متدلٍ على شكل مطرقة.
"أهلا مايكل، أرجو ألا تصدق هذه المرأة، هي لا تقول أي شيء من الحقيقة"
" هكذا يرى الاشخاص المهمون أنفسهم عادة" يرد مايكل مبتسمًا وهو يمد يده للمصافحة.
أصافحه وأقول بنفاذ صبر"اوووه يا إلهي أنت كذلك أيضاً؟ حتما أنكما من نفس النادي التسويقي" يضحكان، وأتركهما متجهة إلى البوفيه المفتوح في آخر القاعة.
يلحقني مايكل يحمل طبقًا عليه سندويشات صغيرة ينصحني بأحدها في البوفية "خذي من هذا إنه لذيذ لم أتوقف عن تناوله" 
" سأتركه لك إذًا"
يضحك "لا أرجوك، أنا أحتاج أن أسيطر على كمية الطعام التي أتناولها، بدأت أزيد في الوزن منذ جئت هنا"
انتبه لجسده، رشيقًا رياضيًا لا زيادة فيه! "كيف تحافظ على لياقتك هكذا إذًا؟ أين الوزن الذي تتحدث عنه" 
"على المرء أن يظل حذرًا رغم ذلك" يقول ضاحكاً ويبدو سعيداً.
"أنا أكره الحذر، الحياة أقصر من تضييعها في حساب السعرات الحرارية في كل قضمة" أقول وأنا أتذوق أصناف الطعام الذي اخترت وضعه في طبقي.
" أنت رغم ذلك لا تعانين من السمنة" 
"لا يحق لك التعليق على وزني"
"آه معك حق، هذا غباء مني، لكن لم أقصد سوى إبداء الاعجاب
أنظر إليه بتفرّس وأنا أتناول كل مافي الطبق بهدوء.
" لماذا تبقى معي؟ ها؟ أنا لست شخصًا مهمًا، لا تصدقها؛ لن أنفعك بشيء فلا تضيع وقتك معي. أنظر هناك، أولئك يبدون أشخاصًا مهمين للغاية قد تتمكن من الاستفادة من التعرف عليهم"أشير لطاولة يتحلق حولها مجموعة من ذوي البدل الأنيقة.
" من قال لك أنى أبحث عن النفع والاستفادة من أحد؟!" قال وهو يرفع كتفيه محتجًا ومندهشاً.
" أوَفر عليك الوقت فقط، أعرف أن أوقاتكم أنتم الغربيون من ذهب. وأعرف أن لا أحد يهتم بالتقرب من مواطن هذا البلد إلا لاحتمالية استفادة ممكنة في المستقبل القريب أو البعيد. استثمار في شبكة التعارف يعني، ولا أحب أن أكون مشروع تعارف استثماري لأحد" 
" أنت حادة جدًا في آرائك" 
" تقصد واقعية"
" حادة بالنسبة لعربي، أعرف أن العرب يميلون للمجاملة"
"لا أشترك معهم في هذه الصفة. ثم إن هذا التمييز ليس دقيق تمامًا، الغربيون أكثر دهاء في المجاملات" 
" ربما على المستوى الرسمي، لكن في حياة الأفراد العاديين الأمر مختلف، المرء منا لا يملك وقتًا للمجاملة"
"أنت تبدو مختلفًا رغم ذلك، تهتم بالاقتراب مني، مشيت من آخر القاعة إلى هنا كي تلحق بي، بادرت بالحديث عن السندويشات والطعام في طبقك ووزنك الزائد ولياقتك التي تحافظ عليها وكل هذه المعلومات لا يهتم الغربي عادة بتزويدها لغريب.. هي عادة العرب أكثر. إلا إذا كنت يهوديًا، اليهود لديهم هذه الحميمية في الاقتراب من الآخر."
" أنتِ ذكية جدًا"
" هل يعني هذا أنك يهودي؟"
" هل يهمك الأمر؟"
" ليس تمامًا" 
" هل يحب العرب هنا اليهود؟" 
" لا أعتقد أن أحدًا يفكر بالأمر، لسنا على تماسّ يومي معهم"
" والقضية الفلسيطينية؟"
" لقد تعبنا، لا يبدو أن أحدًا يأخذها بذات الاهتمام القديم، ثم إن ما يفعله الفلسطينون من خلافات وانقسام بينهم أفقد العرب حماسهم للقضية، ناهيك عمّا يجري في بلدان العرب بعد الربيع العربي، ومازاد الطين بلّة وأشغل الناس تلك الجماعة المهووسة المسماة داعش" 
" لكن ألا تعتقدين أن أحدًا يتعاطف مع داعش هذه؟"
أسكب كأس عصير تفاح آخر في كوبي وأختار قطعة سندويش صغيرة مختلفة جديدة، صار عصير التفاح مشروبي المفضل بعد أن قرأت تقريرًا عن فوائده في حرق الدهون. أضع طبقي على إحدى الطاولات الصغيرة المنصوبة كي أتكئ عليها على عادة حفلات الاستقبال الغربية حيث لا تتوفر أي كراسي في الصالة "أصدقك القول، الكثير من المسلمين دواعش في دواخلهم، بسبب السياسة أحادية الجانب والتي غيبت ثقافة التنوير والفلسفة وطرح الأسئلة على مدى عقود طويلة، أصبح الصوت واحد، والصوت الذي تتحدث به داعش بلسان الله والرسول يلقى صدى في نفوس البسطاء من المسلمين، وإن لم يصرحوا بذلك، وهم الأغلبية. 
غريب هذا الحلق الذي ترتديه" أضيف لأغير موضوع ممجوج وثقيل،"آه هذا من أعمال الفصل الفني الذي أشرف عليه في الجامعة"
" ماذا تفعل، لم أسألك، أنت عرفت أني أهم شخص في هذه البلد ولم أعرف ماذا تعمل أنت"
" لا أنا لست بأهميتك، مجرد أستاذ متواضع لمادة الفنون الحديثة في الجامعة الأمريكية" 
" نعم، يبدو هذا متواضع للغاية"
يضحك، ويسألني "هل زرت أمريكا؟"
" لا ليس بعد، لم تحصل مناسبة، والمسافة بعيدة جدًا لمجرد زيارة سياحية، ربما حين يحصل تزحزح للقارات وتقترب منا أكثر أزورها، وأنت هل هذه زيارتك الأولى للبلد؟"
" نعم هي زيارتي الأولى، فصل دراسي أعود بعده، لكني أزور بلد آخر في الشرق الأوسط كثيرًا"
" أي بلد تقصد؟"
" إسرائيل" 
أتوقف عن مضغ اللقمة. أتوقف عن الكلام والحركة. سطل ماء بارد سقط للتو على رأٍسي. يواصل كلامه بشكل طبيعي "أعتقد أن على العرب الآن التعامل بشكل مختلف مع إسرائيل، حان وقت الاعتراف أننا جيران ونبيكم أوصى على سابع جار، أليس كذلك؟"
يمتلأ قلبي بكلام كثير، مثل محيط تضربه أعاصير ويمكن أن يغرق الأرض. لكن أظل صامته، تقترب منال "ها، يبدو أنكما تعارفتما بشكل جيد، مايكل فنان رائع، رأيت بعض لوحاته التي أستخدم فيها تقنيات خاصة، يجب أن نذهب لمعمله في الجامعة وأريكي إياها، ربما تكتبين عنه تحقيقًا للصحيفة، ما رأيك مايكل؟" تثرثر منالبابتسامتها التسويقية المعتادة.
" حسب ما تردن" يرد مايكل وقد لحظ شرودي الفجائي.. يستأذن وينضم لمجموعة أخرى تقف في منتصف القاعة
" ما بكِ؟"تسألني منال.
" كيف تُعرّفيني على إسرائيلي؟" أقول لها بصوت مخنوق غاضب 
" اسرائيلي؟ حقًا؟ لم أكن أعرف، كل ما أعرفه أنه أمريكي، ولكن ماذا يهم؟ ما دخلنا نحن بالسياسة؟" تقول وهي تقشر الفستق في طبق موضوع على الطاولة المرتفعة.
"سياسة؟؟؟".. لا أجيد الرد حين يسألني أحد مشيراً الى الشمس:ما هذا الكوكب المشع؟
" عموما سأخرج، ابقي كما تشائين"
" انتظري سأخرج معك، لقد سئمت" 
يلتفت لنا مايكل ونحن نهمّ بمغادرة الصالة، "فرصة سعيدة" يقول بذات الابتسامة والتي بدت الآن غاية في السماجة.
" إسرائيل ليست سابع جار، هي كيان غاصب محتل، قتلت وشردت الملايين على مدى سنين، تمتلك المال والدهاء الكافي لتقلب الحقائق، لكن هذا لا يجعلها حقائق" أقول له في سري. في ظاهري اكتفي بالخروج بصمت. سألوم نفسي لاحقاَ على عدم الرد مباشرة مثلما يحدث كل مرة حين أوضع في وضع مشابه. أعتقد أنى أصبحت أفتقد إلى الشجاعة القديمة والتي تحصلت على لقب "وقحة" بجدارة بسببها. أو ربما أصبت باليأس فقط من استهلاك القضية في الميادين العربية لأغراض تخص أشخاص لا يعنيهم سوى مصالحهم الخاصة. لم تعد الأفكار النبيلة للأشخاص المنفردين ذات أثر، كل ما يحصل أنها فقط تذهب مع الريح بعد أن تترك شروخًا حادة في حياة أولئك الأفراد الذي صدقوا فانهار على رؤوسهم السقف. 
تلحظ منال شرودي طوال مشينا البطئ في الممر المحاط بالأشجار الكثيفة على الجانبين والمؤدي إلى مواقف السيارات، كانت الليلة مقمرة. 
" ماذا بكِ؟" تسألني 
" أفكر في فلسطين، هل تجاوزناها حقاً كما ندّعي أحياناً؟" 
" هي مجرد حجر صغير في لعبة شطرنج كبيرة، فكري بشكل كوني ستصغر في عقلك كل القضايا الكبرى" 
 
تسرع بخطوها، تخرج مفتاح سيارتها الفارهة من حقيبتها الثمينة. أتأملها، امرأة مرحة جميلة رغم بعض السمنة التي اكتسبتها مؤخراً. 
منال بريطانية الجنسية، من أصل فلسطيني.