loader
MaskImg

السرد

يعنى بالسرد القصصي والروائي

عالم شرقي

breakLine

 

 

 


بشرى محمد | كاتبة سورية
                   

عالمي الشرقي الصغير..
تمنيت يوما أن أكون رجلا، فالرجال هنا يملكون تاجا وصولجانا. لم تعد يداي تنفعان للعناق، كما لم تعد تنفعان للملمة الشتات، تلك الرعشة المتآلفة معهما تخبرني في كل لحظة أنني بنيت الكثير من الذكريات...
 غير أني فقدت ذاكرتي ذات يوم حين وضعت طفولتي على طاولة الانتظار.. منذ أن بدأ موسم الحصاد وأنا مازلت أبحث عن حقلي المروي بأحلامي، كنت قد رسمته على شكل دمية 
أنتظر اكتمال القمر كي أمشط شعر السنابل وأجدلها 
وألون وجهها بلون الشمس،
ولكن مازلت رغم مرور السنين، واهتراء عكازي أسير. هنا على صدري كان يخبرني بألمه وعتبه على موزع السعادة والحظوظ.
كنت أساله ألا أكفيك أنا؟
وحين لا يجيب أسأل نفسي: ماذا نريد حقا من الحياة؟
ألا يكفينا صدر حنون يكون ملجأ نختبى به كلما صارعتنا عواصف القهر. حين لم يكفيه صدري، وهبته يداي.. كي يحرث بهما صحراءه. فتناثرت أصابعي تعيد رسم الخطوط في كل مرة كنت أخسر إصبعا. لطالما اعتقدت أنه بالحب كانت الحياة، ولأجله  وجدت، وحين تحب الأنثى تصبح شعلة من نار ونور، ولأنها مجبولة يغريزة الأمومة، تمارس أمومتها حتى مع حبيبها. حين تغدق على معشوقها من فيض نورها. ربما لا تنتظر منه المثل، بل تنتظر منه العرفان، وأن يعترف بأمومتها وأنوثتها وحبها. مازلت أذكر ذلك اليوم، حين بدأ يجني ثمار زرعي،
كنت انتظر انهمار العطايا..
ركضت إليه، فاتحة ذراعي كي أستقبل أولى أحلامي، غير أني وجدته في أحضانها وأدركت أنني شريكة الألم في حياة الرجال.
أنا فقط للحظات الألم، وحين تفتح الدنيا له أبواب السعادة فإنه وبمنتهى البساطة يقفل الباب على تاريخه الحزين ويبدأ من جديد مع حب لا ينتظر منه عطاء بل هو من يعطيه...
اليوم وأنا أسير بلا ذكريات أقول: في عالمي الشرقي الصغير عليك أن تغلقي أبواب ذاكرتك على من ساندك في لحظات ضعفك وتبدئي من جديد لتخلقي ذكرياتك السعيدة علك تصبحين رجلا...!