يعنى بالسرد القصصي والروائي
أغصان الصالح || قاصة عراقية
لا أذكر المناسبة التي أهداني فيها زوجي هذا الوشاح، لكنّي أذكر جيدًا أنّي وعدته بأن أرتديه طوال عمري.
في البدء كنت أضعه على كتفي، لكّنه كان يسقط مني على الدوام، نصحتني إحدى الصديقات بلفّه حول رقبتي، كان للوشاح طرفان مثل قطبي المغناطيس، لذلك كانا يتنافران ويخنقني، وأبدـ بالسعال، علّل الجميع ذلك أنّي لا أتحمّل البرد، وأثنى الجميع على لبس الوشاح
منذ شهر دعتني قريبتي لحفل زفافها الذي ستقيمه في منزل والدها الذي يقع على النهر، أردت الاعتذار عن الحضور، لكنّ زوجي قال: ارتدي الوشاح وستكونين بخير، في الحفل كان الوشاح يسحبني يمينًا وشمالًا، طرف مناسب جدًّا للفتاة ذات الفستان الأحمر، وطرفه الثاني يشدّني للفتاة ذات الفستان الأزرق، التفّ بقوّة حول عنقي، وبدأت أسعل، وكي لا ألفت الانتباه تسلّلت من الحفل من دون أن يلاحظني أحد، قادتني قدماي إلى حافّة النهر، ولأنّي أنا الوحيدة التي تعرف كيف توقّف هذا السعال، أزلت الوشاح عن رقبتي، وضعته قربي على حافّة النهر، صرت أتأمّل رقبتي العارية على سطح الماء، التفتّ فإذا بالماء يسحب الوشاح ويأخذه بعيدًا، كنت أتأمّله وهو ينجرف مع الماء من دون أدنى محاولة مني باللحاق أو الإمساك به.
