loader
MaskImg

السرد

يعنى بالسرد القصصي والروائي

اللقاء المُرتقب

breakLine

 

 

تبارك علي الهلالي/ كاتبة عراقية


لا أعلمُ ماذا سوف أفعلُ حِيال لِقائنا الأول و أنا أنتظرهُ بفارغِ الصبر، أنا مُلِمةٌ بجميعِ تفاصيلهِ من الآن بل عشتهُ أيضاً لكن لا أعلمُ هل سيبدوا مثلما تخيلتهُ أم لا، أنا حريصةً على أن أكون بسيطةً جداً فيه من جميع النواحي حتى إن لديّ سُترةً قديمة ذات مرة بفطرتي غسلتها بالطحينِ و الماء حتى أصبح خليطاً من العجين مُلتصِقاً عليها سأطلب من الله أن يُعيدها إليّ حينما يُصبح الأمر سُهلاً في ذلك العالم ، لكن من المؤكد مهما حاولتُ أن أكون بسيطةً لا أصلُ إليك و لو بمقدارِ ذرةِ الطحين المُتساقطة من الخبز الذي كُنت تخبزه للجنودِ في المعارك، ثُم أُريدُ أن أختم أقوالك و كلمك حتى أُثبت إليك المُحب الذي خلد تفاصيل حبيبهُ على شفتيهِ، أحملُ شعوراً مليئاً بالتناقض حيال رؤيتك و بين أني أود البقاء أكثر كي أُجهز عُدتي لِلُقياك، ينتابني شُعورٌ لا أعرف وصفهُ و أنا التي تكتب كل الأشياء لكنه بذاتِ الوقت جميل، و مُبهم؛ لا يُحكى و لا يُدون حتى مع نفسي لا أعلم كيف أفهمهُ، شُعورٌ يشبهُ عظمتك يملأهُ فرحٌ مُتيم بك، لا هو حِبرٌ و ينفذ و لا هو فمٌ و يموت، و لا هو سرابٌ و ينتهي، و لا هو هوسُ أوهامٍ يُفنيها الأجل،و لا أكاذيب و تُكشف، و لا هو سنين و تضمحل و لا هو كنزاً يبقى مدفوناً مئات الأعوام، و لا كُتلةً تنتظر أرضاً تُقيم مكانةِ وزنها ، و لا هو صوتاً يمكنني أن أطلق عنانهُ متى ما شئت، أودُ أن أُخبرك إنني و بشدة أتعرضُ لموجاتِ إشتياقٍ باردة لا يأتيها الدفء إلا بعدما تلتقفها حرارة الموت، لكن أنا أخافُ الضوء الأحمر و كل الأشياء المُتعلقة بهِ آملُ أن يكون لِقاءنا على بُعدِ مئاتِ الكيلومترات من قبيلةِ أهلِ النار، سيكون لِقاءاً غير إعتيادي بالنسبةِ لي إذ أنني سوف ألتقي مع إنسانٍ عظيم مكوناته واقعية معجونةً بصفاتٍ خيالية لا تُصدق لِمدى روعتها، حتماً سوف يعتريني  الذهول و يُصيبني شلل الأرواح اللا مرئي و كأن روحي الغير جسدية سوف تنفرد بشكلٍ لا يشبه شي أو ربما سوف تنطوي كي تضم فمي خلفها حرجاً من بلاغتك،أما أصابعي فأنها سوف تترك نفسها غذاءً لِديدان قبرها إذ أنها أعمدةٍ خاوية مخلوطةً بهراءِ ذاتها المُتبجحةِ؛ الفيلسوفة، لا تستطيع أن تصنع خطاً يكتب حرفاً مما تكتبهُ أنت،أما قدماي فسوف تفصلانِ نفسيهما عمداً كي لا يشعراني بالاكتمال ؛ سترافقاني كعكازٍ لروحٍ مُعاقة، ثُم أنني أول شئ سأخبرك بهِ هو إعتذارُ كبير عن كُل المرات التي رأيتُ فيها نفسي شيئاً مُميزاً و أنا لم أكن ما أنا لولاك، لولا انتمائي لك و فخري بك،رأيتُ نفسي في عالمِ خيالي كيف أذوب خجلاً أمام قائدٍ عظيم و كأني أصبح أجساداً وهمية أتدلى من أكتافي كما تتدلى ألاوراق من مكانها خجلةً من رياح الخريف، أتمنى لو يُتيح لي الحديث الطويل لأسئلك عن عدد الذين أنتصرت عليهم و كم منهم قتلت، و بماذا كانوا يشعرون حينما قُتلوا على يدك و أني لأعلم أنها لشرُ ميتةٍ لكنها احلى من الشهدِ، و أيضاً سوف أسألك عن عدد الأحرف التي كتبتها إذ أني أظن و بكامل قواي العقلية إنك تُجيدُ لُغةً ثانية ظاهرها حروفنا لكن باطنها نورك الذي رافق جميع ما خلق الله، سأسل عن العلةِ التي لم يجعلك الله فيها نبياً كي يخمد غيظ الكارهين لك، و لِما مُت و أنت مُعجزة اللّٰه، و هل تفنى المعاجز و أنت ولدت من بيته؟، أسئلتي التي تطول أتمنى لو تُسنح لي الفرصة بأن أخبرك بها في لِقاءنا المُرتقب الذي يحمل أمنياتٍ كثيرة و أولها أن لا يدخل في تفاصيلهِ اللون الأحمر، أرجوا من الله أن يكون الآن قد إلتئم جُرح رأسك و ما عاد ينزفُ دماً في ذلك العالم، ربما أعرف أن الميت يأتي إلى الله بالحالة ِ التي مات عليها، أمنياتي أن يكون جرحك مُغطى بستارٍ من الكعبة و ملفوفاً بريشٍ أبيض من أجنحةِ الملائكة حتى يكون سلامي لك طاهرً خالي من دنسِ الدنيا و قيحِ الذين آلموك و كأنك الحج و أنا الحاج لأقول "لبيك يا علي لبيك إن الحق و الرفعة لا يليقانِ إلا عليك ".