loader
MaskImg

السرد

يعنى بالسرد القصصي والروائي

الخاتمة: نظرة إلى الآتي

breakLine

 


مهند الكوفي | قاص عراقي


حين لاح الفجر، جلستُ تحت اغصان شجرة الرمان المتدلية إلى المياه كأنها تستشف عذوبته بعد أن بلغ الوقت بي إلى مدينة غامضة سمعت عنها كثيرًا. فنظرتُ، وإذا بمدينة في تطرد ظلمة النفس، وتنير القلب، مستوضحةً أعماقه بلا غشية.

لم تمر الناس ساحقة بأقدامها الواهية هذه المدينة، لم يحن الأمر بعد الآلهة خرجت مع الفجر لتستأجر عمالًا من المرسلين لتستزرع فيها ما كان ينمو يدفعون لهم اجورهم من الرحمة، بدءًا من الآخرين وصولًا إلى الأولين حتى اختلفوا فيما بينهم، ظن الأولون أنهم سيتقاضون رحمة اضافية، فيقولون: هؤلاء الآخرون عملوا ساعةً واحدةً، فساويتموهم بنا نحن الذين احتملنا ثقل الآتي.

صرخ آخر منهم يا معشر الآلية منذ إنشاء الآتي، جعتُ عطشت فأسقيتموني، وكنتُ غريبا فأويتموني فأطعمتموني والأن تشحون علي برحمةٍ واحدةٍ وقد كان من شأن الرحمة أن تستزيدني رفعةً عن الآخرين ؟ لم استنبت شجرة واحدة بعد اليوم لم تعمل ؟ وأرجل الغرباء على قرابة تاريخ منا، فإذا رأيتم الآتي تحاصرها الأقدام، فاعلموا ان خرابها قريب فستنزل النكبة على هذه الأرض، ستظهرها علامات السماء. حين ترون ابن الأقدام أنيا في سحابة عبر التاريخ قفوا وارفعوا رؤوسكم؛ لأن خلاصكم بات قريبًا، حينها، سرتُ أمامي آخذا نفسي بيدي الى الماضي!