الإله الأول

شذى صبري  | كاتبة عراقية

مرحباً أيها الوجود. 
اخوض ذراتك كل يوم بمنتهى الأنا، في جعبتي أحمل سلات من الأسئلة، برفقتي ظل اسميته التعجب..! 
فريق متكامل ينوي فك أزرار لغزك، ماهية واحدة ادركتها حواسي، ثم ماذا هل هذا يكفي..؟ 
صور، أصوات، أنسجة، أطعمة، عطور، أنا لستُ خمسة حواس أو خمس مُدركات، ماذا عن حاستي الاعظم ( الحُب).

أنا أشعر بالحب قبل كل هذا
ولولا هذا الشعور انزويت علقة لا تنوي سوى ممارسة القليل من الاحتياجات.
لم تُسجل ذاكرتي احداثيات قبل أن ينمو الحب في دماغي، كُنت "جاهلة" وهذا ما تعنيه كلمة الجهل هو الافتقار إلى ممارسة تعاليم الحب وعدم القدرة على انجابها او مشاركتها .
الخلو منه يشوه من كينونة الكائن الحي، وهذا يشمل جميع ما في الطبيعة، هو ريشة ترسم ما تستسيغه أرواحنا. 
الشخصيات المُحبة هي شخصيات واهبة طالما حييت، تَبني، تُربي، تعزف، تلون، تعلم، تغني، وتحب بالمختصر .
الشخصيات المحبوبة هي المرآة الضرورية للشخصية الأولى، يتناول المرء مرآته ومن ثم يذهب حتى اخر المطاف، مشذباً بها مطباته أو انتكاساته.

أما الجهلة وهم المعطوف جداً عليهم، تائهون بين ملذات هي في الحقيقة فخاخ، يسقطون في أعين الحقيقة التي يخبئها هذا الكون، في كل مرة يمسكون أسلحتهم اللسانية أو الميكانيكية يموت رب من أربابهم. 
وينتصر الأله الاول في سُلم الالهة "إله الحُب"
مُرشد ضحوك غير عبوس، يحمل بيده آلة موسيقية يُحرم السوط، شريعة واضحة تخدم الانسان.
وأنا ..
ماذا سيحل بي بعد كل هذا العناء، حاجة مستمرة الى حُبك، جوع لا يشبعهُ لقاء، أنت أرض أحب فيها الانتماء، انت عالم، كون، وابعد من ذلك.
حافز يجعلني استيقظ كل يوم واحبكَ
خالق لجنين رغبتي نحو الحياة، أعد وجودي خطوة خطوة نحوك، واموت عندما استيقظ يوما ولا أمارسكَ حُباً ومحبوباً وطقساً ابدياً به أرشد قبيلة أفكاري ، تشد الرحال براً، بحراً، وجواً اينما حللت انا بأتجاهك
أعلنك أمام الملأ قناعتي التي بها آمنت، ثابت في زحمة متغيراتي، واحد في وسط الجماعات. انتَ (الحب) وهذا يكفي. 
آخر ما يحتاجه أنسان مثلي، وأول ما يعتنقه، وجميع ما يرافقه..
يُسمينا الشعراء (عُشاق) 
اسم من اسماء الحب التي تجاوزت العشرون اسماً  ودرجة في اللغة العربية، ومفردة عاشق أو مغرم الأحب إلى قلبي، ارتديها ثوباً كلما ذكرتكَ، واخاف ان يغلبني النوم قبل أن أعد عليكَ جميعها وأحصيها حتى أدخل دوامتي، إعصار من الأفكار جميعها يروضها حُبك.