loader
MaskImg

السرد

يعنى بالسرد القصصي والروائي

أنا المرأةُ

breakLine


سامية خليفة  | كاتبة لبنانية

 

الانكساراتُ طريقُها يتّسعُ نحو امتداداتٍ تعجُّ فيها الفوضى، أنا المرأة القابضةُ على نزف خضّب عينيّ بظلاله المحاصرةُ بالأسئلة، أتكوّرُ في غرقٍ مع كلّ سؤال. تتشبثُ بي قوائمُ الهزيمةِ أصارعُها بتحدٍّ. 
صخبُ الأسئلةِ ترَسانتُه ملأى بذخيرةٍ من شكوكٍ، تكاد أن تنفجرَ! أي امرأة أنا المجبولةُ بدموعِ الرّثاءِ والموتُ يقطفُ غدَ أبنائي قبل أن تنضجَ ثمارُه؟  
أنا المتمردةُ حين أسمعُ المناغاةَ تعمُّ في وطنٍ تقابلُها صرخاتٌ في أوطاني أنتفضُ جزعةً كما تنتفضُ النار في الهشيمِ، الظلال تمتد إلى هناك نحو الجهاتِ الصفراء الوجوهِ، هناك أمهاتٌ يعِدنَ أطفالَهنَّ بحساءٍ، لكن من حجارةٍ!
أنا المتصوّفةُ قناعاتي دافئةٌ واكتفاءاتي أمانٌ، حريّةٌ، كرامة... فسحقًا لبراثنِ الظّلمِ وهي تخدشُ البراءةَ، تطفئُ مشاعلَ الحريّة، تنهشُ الحُرمات. وتبّا لنعالِ الاستبدادِ وهي تدوسُ العظامَ الطريّةَ بدمٍ باردٍ.
أنا المرأةُ المخذولةُ، ربما سأرمي بكمِّ أسئلتي فتاتًا من خبزِ عجينةِ القهرٍ لتأكلَها النوارسُ، الأسئلةُ ستبلى وتهترئُ مع الزمنِ.
أنا المرأة كثّفَ الشعراء حضوري في القصيدِ خيالًا حتى أمسيتُ وهمًا يقارعُ سيفَ الحقيقةِ، وكثف المشرعون حضوري في القوانينِ استخفافًا واستعلاءً، وكثّفه الواقع  غيابًا حتى استنجدْتُ بمعتصمهم فما لبّى النّداءَ، ترى أين تاهَ معتصمُ هذا الزمنِ؟ بل أين غابتْ النخوةُ، صراخُ النّساءِ والأطفالِ يصدغُ أدمغةَ رؤوسِ الثّعالبِ الماكرةِ لهولِهِ، وبعدُ ما اهتزتْ أوتادٌ، وما صحت ضمائر.