loader
MaskImg

السرد

يعنى بالسرد القصصي والروائي

آنية مكسورة لزهرة السعادة

breakLine


سارة حبيب  | كاتبة سورية


أمشّط شعري المبتل، وقبالة مرآتي أقول نعيماً لنفسي..
حاولتُ اليوم إزالة عبارة "اعرف نفسك" التي كتبتُها على المرآة منذ سنوات.. كتبتُها لأذكر نفسي بها كل صباح، واليوم أحسست بانعدام الحاجة إليها.. بتحولها إلى بداهة سهُل عليي تنفيذها عند اللزوم... لكن العبارة لم تزل اليوم.. 
سأشتري أدوات تنظيف أقوى غداً..

المهم..
أمشط شعري المبتل، ومع انطلاق أغنية من هاتفي الجوال أبدأ بالتمايل.. بالعموم أنا فاشلة في الرقص.. لكنني أشعر برغبة شديدة به منذ يومين فأستغل أية أغنية عرضية لتفعيله في جسدي.. 
بضع انحناءات وينال مني التعب الآن.. بالعموم كانت محاولة لليّ عنق المزاج.. ولا أعرف إن نجحت..

أنهي تمشيط شعري.. ولا أفعل شيئاً آخر لبعض الوقت.. هذه أيضاً عادة جديدة.. فعل لا شيء..
أندس في فراشي وأفكر بالسعادة.. 
يخطر لي هذا التشبيه: السعادة وردة في حديقة.. ثمة دائماً هذا الإغراء الفطري لقطفها.. لكن قطفها يعجّل في ذبولها..
قطفتُ وردة سعادة منذ شهرين..ربما قبل أن تنضج بما يكفي.. وعُجِّل في ذبولها..(فعل مبني للمجهول)..
أيهما أفضل: عصفور في اليد أم عشرة على شجرة ؟! 
وردة سعادة مؤقتة في اليد، أو وردة لم تُمس في حديقة خيال؟!

لاحظ أني كتبتُ كل هذه السطور.. ولم أتحدث عنك..
بالعموم قررتُ منذ أيام أن أتوقف عن الكتابة عنك.. فلا فائدة من الكتابة..أو بالعموم لا جدوى.. ووجدتُ نفسي أفكر بتشبيه العلاقات الشائع بالأواني.. بسؤال: هل الآنية المكسورة والمعاد إلصاقها أفضل من رميها عند أول سقطة؟! لا أعرف..

منذ ساعات خطرت لي أفكار هذا النص.. وقررتُ ألا أكتب..
ثم مشطتُ شعري وغيرتُ رأيي.. حسناً، بالعموم أغير رأيي كثيراً هذه الأيام.. وأفكر أن هذه قد تكون واحدة من دلالات الحب:  التأرجح.. الانتقال من الكره إلى الحب مراراً في ثوان.. من الغضب للرضا..من استحالة المتابعة للتبرير.. من الرغبة بتذويب النفس في آخر إلى الرغبة بتقييدها بالعقل.. وبالعكس..
أو ليس الثبات مملاً؟! ربما.. لكن هذا التأرجح متعب أيضاً.. وأنا أريد  حقاً أن أرتاح.. أريد حباً خفيف الوطأة.. أريد أن يسير المشط في شعري المبلول بسهولة.. وأن تزول العبارات عن مراياي بسهولة.. وأن أكف عن نقاش الأشياء لصالح عيشها..

هل قطفتُ زهرة السعادة باكراً ؟! 
فلأحصي ما لديّ: 
زهرة سعادة نصف ذابلة في آنية يرسم الغراء كسورها المُلصقة..
شعر مبلول لم تسرّحه أنت ولا مرة..
مرآة عنيدة تجبرني على معرفة نفسي، وعدم تضييعها في الحب من جديد..
وليل.. وضجر.. وأغنية عن الحظ..وأرداف تتمايل.. 
وساعة تشير إلى ١١:١١ وتقول: "تمني أمنية".. فأصمت..

حسناً.. ربما كان يجب أن أستمر في الرقص.. ولا أكتب شيئاً..