loader
MaskImg

حوارات

علاء رشيد : الناقد الحذق أصبح هو المسوق للعمل الفني

breakLine

وكالة نخيل عراقي  || خاصّ  


حاوره || عمّار عبد الخالق


بدأ من المسرح في التمثيل نهاية تسعينيات القرن الماضي ليخوض بعدها تجارب في السينما والتلفزيون تجاوزت الثلاثين عملاً، وقد تكون تجربته العربية في مسلسل "عمر " هي أبرز الأعمال الفنية التي قدمها برفقة عدد من الممثلين العرب ، وبعدها هاجر إلى السويد وأستقر في مدينة مالمو وقدم أعمالًا مسرحية مع فنانين سويدين ومن ثم أنظم إلى مسرح ” يلدا ” الذي تترأسه زوجته الفنانة ريام الجزائري ، حيث قدم عدة أعمالٍ فنية  آخرها العمل المسرحي الممتع ” أيُّ بيت ” وتتحدث عن معاناة اللاجئيين ومعاناتهم مابين أنتظار مصيرهم هنا ومأساتهم هناك في بلدانهم .. وقدّم أعمالاً أخرى مازالت  في الأذهان العراقيَّة منها " سارة خاتون " " الباب الشرقي " اوركيد "  وغيرها ، انطلق بمشواره الفني من مسرح الرواد في العاصمة بغداد، يتألق الآن على مسارح السويد وبريطانيا ممثلًا ومخرجا للعديد من الأعمال المسرحية التي حازها بها على أعجاب الجمهور الاوروبي وتكريم المؤسسات الرسمية هناك ، وفي حوار أجرته نخيل عراقي مع علاء رشيد :

* بعد عودتك إلى التمثيل في المشهد الفنيِّ العراقيِّ بمسلسل " جوري " ، كيف تصف لنا الدراما العراقيّة ، وماهو مدى التغيير بالمناخ العام ؟

-هذه السنة بالتحديد كانت هناك قفزة لابأس بها في الدراما التلفزيونية على كلّ المستويات التمثيل والاخراج والكتابة وحتى الصورة ولكن صاحب هذه الخطوة تشتت وبعض الفوضى في هذه المشاريع التلفزيونية فبعضها كان أقرب إلى البرامج التلفزيونية لان البناء الدرامي فيها ضعيف او معدوم. فالأعمال كانتْ تسير باتجاهين: اتجاه يكون فيه البحث عن كلاسيكيات الدراما التلفزيونية والتي بات تأثيرها ضعيفاً نسبياً في عمل وقلة في وعي المتفرج العراق  مقارنةً بواقع المجتمع وحجم المنافسة مع الأعمال العربية. والاتجاه الآخر هو الأعمال الاستعراضية التعبويّة والتي تفقد عملية البناء الدرامي الرّصين التي تشتغل عليه معظم منظومات الدراما التلفزيونية العربية الآن ، ولكن بنظرة تفاؤلية نقول: قدْ يكاد يكون هذا الأمر طبيعيا لما يمرّ به البلد من اضطرابات منذُ حتى التسعينيات فالدراما التلفزيونية في العراق مرتْ بإنتكاسات عديدة وكبيرة.

* من يحرقُ خشبةَ المسرح ، الجمهور ام الناقد الحذق؟  

-الناقد الحذق أصبح هو المسوق للعمل الفني بشكل عام والمسرحي بشكل خاص. هو من يعرض سلعته بالحاح على الخشبة حتى أن ينتهي الأمر بالجمهور بأنه لايرى غيرها… هذه الحقيقة موجودة في كل أوربا وهو إختصاص مشروع جداً ولكن في بُلداننا يختلط الأمر بين التزييف والتمجيد. فقط لو إستطعنا الفرز بينهما ستكون هناك أعمال يجعل فيها الناقد المسوق رأي الجمهور بعين الاعتبار.

* هل المسرح هو ولادة لمشروع وطنيٍّ يعزز كسر شفرة التابوهات المجتمعية والسياسية  ؟

- المسرح في كل مدارسه كان منبراً تُدار وتُقال وتُحسم الأمور فيه. كل مشروع هو ثورة وهو بحث أزمة مجتمعية حان وقتها لتخرج للعلن.

* ماهو أنعكاس مرآة سارة خاتون بحياة علاء رشيد ؟

-مسلسل سارة خاتون عكس من خلال مرآته جانباً حياتياً مبهجاً جلب لي الكثير من السعادة والاستقرار من خلال تأسيس شراكة أُسرية مبنيّة على الحب والحلم  والعمل الرّصين.

* يا تُرى الحل بتكوين علاقة إنسانية بين المتلقي والممثل  "مسرح اللامعقول" ؟

- العلاقة بين المتفرج والممثل مبنية على تخاطب الأحاسيس والمشاعر المباشرة التي لا تمرّ بفلترة وفلسفة فهي من المعقولات المُسَلم بها.

* هل مالمو كانت الأم وانت تقدم لها الإخراج والكتابة والتمثيل والغناء ؟

-العمل في المسرح في السويد وليس فقط في مالمو لمْ يكن سوى استمرار مع بعض الاكتشافات الجديدة. وإلا كلّ منظومة العمل الفنية من تمثيل وكتابة واخراج وغناء كانت حاضرة معي قبل مغادرتي العراق.

* هل إضاءة المسرح تلدُ الممثل أم الجمهور؟

-الجمهور هو من يكحل عين الممثل ( المولود الجديد) وهو من يطلق علية الاسم الأول لتبدأ بعدها علاقة جذب وتنافر مليئة بالدراما الخارجة عن حدود الجدار الرابع.

* أين مسرح الصورة الآن ؟

-التجارب المسرحيّة الحديثة اختلطت فيها هذه العناوين فأصبحت الأعمال المسرحيّة التجريبيّة تتخطى النمط المسرحي الواحد لتحتوي على عدة انماط وأساليب بل وحتى تعدت حدود المسرح فأخذت تدخل المادة الفيلمية والمادة الرقمية فأخذت هذه الأساليب والأنماط تأخذ شكلاً جديدا مُغايراً لشكله الكلاسيكي ولكن بمعايير حداثوية لتواكب المتغيرات الاخرى.

* بيكت ينتظر غودو ، من ينتظر علاء رشيد بعد إسدال الستارة ؟

- العلاقة بين المتفرج والممثل مبنية على تخاطب الأحاسيس والمشاعر المباشرة التي لا تمرّ بفلترة وفلسفة فهي من المعقولات المُسَلم بها.


•كيف ترى صناعة المسرح التجريبي بالعالم العربي ، وما هي أخطر الأشواك والأضرار على الكلمة ؟

-حالة التجريب في المسرح العربي في فوران دائم فالفنان الباحث العربي أخطر من عمل في فن المسرح في العالم وقد لمست ذلك من خلال عملي في مسارح مختلف ولكن حالة التجريب والفنان المجرب يقع دائماً ضحية الفوضى والمبالغة وعدم وجود بُنية إدارية ( structure) في منتجه المسرحي وهذا هو نتيجة تكاد تكون طبيعية لشكل وبُنية المجتمع العربي وحتى الموقع الجغرافي..أما الكلمة في المسرح فهي لا تزال محكومة بالأعراف والمقدسات التى تلاشت تماماً في باقي الكرة الارضية.. حيث يجب أن يكون المسرح لسان الروح فهو مساحة للروح وما تشكو وما تحب.

•الكلام بوجه الستارة يقابله المال ؟

-الفنان هو إنسان بحاجة إلى أن يوفر قوته ويعيش بسلام  كالبشر وهنا يجب على الفنان أن يوازن بين الابتذال والسمو وهذه موهبة أخرى تضاف إلى الفنان لا يجيدها إلاّ القليل ولهذا تكاد تكون مهنة الفنان والمسرحي بشكل خاص من أصعب المهن.

•ما هو سلاح الممثل ، ليشعل النار بوجه السلطات ويرفع الالتفات من رحم المدن ، كيف تقيم مشهد مسرح الشارع  ؟

-سلاح الفنان ضد الظلم خطابه السهل المدروس. لا الشعارات ولا الصراخ والمباشرة تنفع أن تكون من أدواته . مسرح الشارع نوع نادر وصعب وممتع من أنواع التقديم لفن المسرح له مقوماته وأدواته وأشكاله الخاصة هو الآخر تغيّر بدخول حالة التجريب على المسرح فأخذت الحالة والمكان والزمان تلعب دوراً مهماً في تحديد خواصه وشكله.

•لمْ نجد حياة المسرح والدراما تغيّر وتأثر بتجاربها على الشعوب  ؟

-ليست كلّ التجارب تنجح بأن تكون مؤثرة وهذه إحدى صعوبات الفن بشكل عام ولا كلّ التجارب تكون بنفس التأثير فهي عملية بناء تأخذ وقتها لكي تصل الهدف في التأثير. العملية الفنية عملية تراكمية والفن يحتاج إلى ديمومة في الإنتاج وهذا كان من الصعب تحقيقه في العراق على الأقل بسبب ظروف البلد الغريبة.

•ماذا عن مسرح الطفل ، الذي يضيء دوراً تعليماً لبناء بشري ينساق فيه روح التنوير الثقافيّ ؟

-مسرح الطفل في العراق فهو في أزمة كبيرة ابتداءً من مفهوم ثقافة الطفل وحجم أهمية الطفل بوصفه مستقبلاً وليس انساناً جاهلاً. أزمة مسرح الطفل الأولى هي مع مفهوم عالم الطفل وليس مع المواضيع المختارة لكي تقدم للطفل العراقي وحتى العربي.. فالمهرجانات العربية لا زالت تطرح قصص وحكايا تتحدث عن الوعظ والنصائح والعقاب وهذا مفهوم خاطئ تماماً.

•ما هي وصيّتك وأنت تشاهد أعمالك كمشاهد ؟

-جميع الأعمال التي ذكرتها كانت محاولات جميلة عنيدة مليئة بالخلاص والحب كانت من المؤمل ان تكون تأسيس لحركة درامية تلفزيونية أكثر توهجاً من الآن ولكن نقول " أن ياتي الشيء متأخراً أفضل من أن لا يأتي"