loader
MaskImg

حوارات

حوار مع كريس سترينجر

breakLine

 

حاوره:

كلكامش نبيل | صحفي ومترجم عراقي


في حوارٍ حديث، يوضح عالم الأنثروبولوجيا البارز كريس سترينجر أن الكثير من المفاهيم قد تتغير، ويساعد هذا الحوار القراء العاديين على فهم أن الكثير من التفسيرات في هذه النظرية بمثابة نماذج تفسير "موديلات" وسيناريوهات، والكثير منها قابل للتعديل، وليس كما تروّج العلموية للأمر (وكنتُ من العلمويين حتى وقتٍ قريب جدًا).

 

يذكر اللقاء أن هناك إدراكًا ناشئًا في مجتمع الخبراء بإمكانية أن تستفيد الإنسانية بشكل كبير من جعل هذه المادة ركيزة من ركائز التربية البشرية - وتتعود تدريجيًا على الفهم القائم على الأدلة لتاريخنا وسلوكنا وبيولوجيتنا وقدراتنا.

 

ويعتقد كاتب المقال أن عملية التغيير ستستغرق عقودًا من الزمن لتتجذر، ويبدو أن أفضل طريقة في هذه المرحلة لتسريع هذه العملية هي توضيح الصورة الكبيرة، وإعطاء الناس موطئ قدم ونقاط مرجعية علمية للفهم.

 

ساعد سترينجر في صياغة نموذج "Out of Africa"، أو التفسير الذي يفترض أن أصول جنسنا البشري من أفريقيا، واستمر في متابعة المشاريع الرائدة في متحف التاريخ الطبيعي في المملكة المتحدة في لندن كرائد أبحاث في الأصول البشرية في قسم علوم الأرض.

 

عن احتمالية ألا يكون التطور خطيًا، بل ناتجًا عن اختلاط بأنواع أخرى من البشر، قال كريس سترينجر: نحن نعلم أن جنسنا قد أنتج أحيانًا ذرية قادرة على الإنجاب من خلال التزواج مع إنسان نياندرتال، ومع إنسان دينيسوفان. لدينا أيضًا دليل سلبي على وجود قيود على العقم بين بعض الأنواع البشرية لأننا لا نجد الكثير من الأدلة على ذلك في جينوماتنا (على الأقل في المستوى الذي يمكننا اكتشافه) – ولذلك، ربما لم تحدث مثل هذه التزاوجات بين الأنواع البعيدة الصلة، أو أنها لم تنتج أفرادًا قادرين على التكاثر، أو أنه لا يمكننا اكتشافها على مستوى تقنيتنا الحالية.

 

وأضاف: هناك حواجز، ونعلم أنه في جينوماتنا اليوم، توجد مناطق خالية أو صحارٍ لا يوجد فيها أثر لحمض نووي لإنسان نياندرتال ودينيسوفان. ونعلم أن بعض تلك الصحاري تقع في مناطق تؤثر على قدرات مثل الكلام والنطق وكيفية عمل الدماغ. هناك أيضًا اقتراحات بأن الأطفال الذكور ربما كانوا أقل خصوبة أو مصابين بالعقم مقارنة بالأطفال الإناث الناتجين من تلك التزاوجات الهجينة. على المستوى الذي يمكننا اكتشافه، لا يوجد دليل قوي حتى الآن على العقم بين الإنسان العاقل وأقاربنا البعيدين مثل Homo floresiensis أو هومو ناليدي Homo naledi.

 

وأكمل: نحن لا نعرف حتى الآن جميع أنواع الإنسان التي كان من الممكن أن تتهجن أو تهجنت بالفعل خلال المليوني سنة الماضية، ولكن من المؤكد أن بعضها كان يمكن أن يكون عقيما. نحن نعلم أننا، وإنسان نياندرتال، ودينيسوفان نمتلك أفراد مصابين بالعقم، على سبيل المثال.

 

ويرى الباحث أن هناك إشكالية في تعريف النوع البشري، وما هو حديث وقديم، فيقول: هناك من يستخدم كلمة "الإنسان" فقط من أجل الإنسان العاقل، ومن ثم لن يكون إنسان نياندرتال بشرًا. لا أتفق مع ذلك، لأنه يعني أننا تزاوجنا مع "غير البشر" في الخمسين ألف سنة الماضية، وهو ما أعتقد أنه يجعل المحادثة صعبة للغاية. وقال: من وجهة نظري، مصطلح "الإنسان" يعادل أي عضو في جنس الإنسان. لذلك أنا أعتبر إنسان نياندرتال وروديسينسيس وهومو إريكتوس جميعًا من البشر.

 

وعن "فرضية" أن البشر تعلموا السير على قدمين فوق أغصان الأشجار، قال: عندما تنظر إلى إنسان الغاب وقرد الجيبون، وهم أقرب أقربائنا على قيد الحياة في جنوب شرق آسيا، نرى أنهم، عندما يكونون في الأشجار، يمشون بالفعل بشكل مستقيم، ويمشون على الأغصان. تتواجد بعض الأوراق والفواكه الأكثر رقة على أطراف الأغصان، لذلك باستخدام أذرعهم الطويلة، سوف يمشون فعليًا على طول الأغصان، ويدعمون أنفسهم من خلال التمسك بيد أو يدين بالأغصان فوقهم. وبعد ذلك يمكنهم أيضًا القفز بسهولة من نهايات الفروع إلى الشجرة التالية لمواصلة التغذية.

 

لذا فإن وجهة النظر هي أن هذا الجسم مهيأ مسبقًا للمشي على قدمين. لقد تم بالفعل تكييف أجسادهم جزئيًا مع الوضع المستقيم، والحوض بالفعل في وضع يمكنهم فيه دعم أنفسهم على قدمين. ستكون فكرة أن أسلافنا مروا بمرحلة مماثلة حيث كانوا يمشون على فرع، ويتغذون على الأشجار، ويبدأون بانتظام في وضع أجسادهم في وضع مستقيم.

 

وأضاف: تكهن أشخاص مثل #داروين في الأصل بأن المشي على قدمين جاء نتيجة الحاجة إلى استخدام الأدوات أو حمل الأشياء، ومن المؤكد أنه من المفيد القيام بهذه الأشياء، بمجرد المشي على قدمين. ولكن ما الذي سيعدل الهيكل العظمي، ويعدل العضلات وكل ذلك، بالطريقة التي يخبرنا بها التطور أن الرئيسيات تتطور على مدى الأجيال؟"