loader
MaskImg

حوارات

حوار مع الناقد الدكتور جبّار ماجد البهادلي

breakLine

الدكتور الناقد جبّار ماجد البهادلي.


المشهد النقدي في ميسان يشهد شح جفافه النقدي اللافت

حاوره : عبد الحسين بريسم

يقال عن الدكتور الناقد جبار ماجد البهادلي  انه ناقد موضوعي يُشير إلى وصف كل ما هو واقعي ، لايعتريه مؤثر أو انحياز أو مجاملة . وكشف في مجمل كتاباته النقديّة الهدف أو الغاية من قراءاته ، كشف عن التمثُّلات الشّعريّة الايروتيكِ الحسي في غزليات يحيى السّماوي الجماليّة ، وما تُضيء به تلك التمثّلات من نتائج... وكتب عن جماليات الرّمز الشعري "دراسات أُسلوبية"  وتناول الغياب والحضور الفني وخطاب تهميش الشّخصنة في المجموعة القصصية:(نادي الحفاة) للقاص والروائي ضاري الغضبان. وتناول التجلّيات الفنيّة لخواتيم قصص نادي الحفاة القصيرة .وذهب إلى الميتا سرد القصصي السّاخر المكين في "طرقات خارج سوق الصفافير" للكاتب سيّد محمد سيّد كرم. وله دراسات أدبية عديدة ، الدكتور جبار ماجد البهادلي مهتم في دراسة الحقول الأدبيّة يدعوكم ملتقى ميسان الثقافي لفرصة التعرف والفائدة من سلسلة كتاباته المتينة والبعيدة عن التعقيدات اللفظية.

في حوار خاص قال عن 
١- كيف تجد المشهد النقدي في ميسان ؟

إن من يتتبع تمظهرات المشهد النقدي لمدينة العمارة  عن كثبٍ وأناةٍ دقيقينِ سَيلتمس فكرياً وبصرياً فقرَ مِساحة المشهد النقدي الميساني، وَشُحَ جفافه النقدي اللافت. وسوف يستشعر مذهولاً بجلاءٍ واقعة حاله النقدية وأزمتها المستديمة التي تعانيها، أو مايسمّى ب مصطلح (أزمة الناقد) التي تعاني منها الثقافة الإبداعية الميسانية الحديثة إذا ما قورنت فعلاً  أجناسُ وأشكالُ هذا الإبداع النقدي النوعي التقويمي  بقوافل طوفان كُتّاب الشعرية وادباء السردية كمّاً ونوعاً. والتي اخذت مِساحاتٍ ضوئيةً واسعةً من تجليات ذلك المشهد على حساب مشغل النقدية الآخذة بالنكوص والانحسار. حتى باتت النقدية الحقيقية المهمّة للنقدة والكتّاب المثابرين الأفذاذ لا تتجاوز عدد الأصابع، وبالتالي نحن حقّاً أمام أزمة نقدية جادة لا أزمة نصوصية أدبية. ولا أريد أنْ أكون تشاؤمياً لكنني أشعر بالحزن إذا ما قلت إن المشهد النقدي الميساني لا يبعث مسراه الإنتاجي الفني على بوادر الأمل والأنفراج أمام هذا النقص العددي والنوعي الحاد. وحتّى الأكاديميون من كُتّاب النقد الجامعي المؤسساتي لم تكن لهم إسهامات نقدية واضحة وجادة، أو بصمات فاعلة في  تعضيد الحراك النقدي للمشهد الثقافي الميساني.

2- هل يُواكب النقّاد المشهدَ؟

إنّ النزر القليل من النقّاد الحقيقين الذين هم أصحاب مشروع نقدي وفكري هم من يواكب المشهد الثقافي الميساني والحركة. الأدبية والنقدية ويتواصل بعطائه الثر  مع معطياته الإبداعية الداخلية والخارجية، ويحاول جاداً أن تكون له فنارات ومرافئ تقدية نافعة ومشعّة في إضاءة المشهد الأدبي لهذه المدينة التي اكلت أبناءها النقّاد، وباتت تنظر بعين طلب الرجاء والشفقة والاستعطاف والأخوانية والعلاقة التبادلية إلى مخرجات الوافد النقدي من خارج محيطها الداخلي.

3- ما أهم النقّاد في ميسان؟

إذا ما استعرصنا بحيادية  وموضوعية وأمانة علمية يُحتّمها العقل. الضمير الأخلاقي، أهمّ كتّاب النقدية في ميسان لاستحضرنا استدعاءً على سبيل الحصر أسماء معدودةً مثل (صادق الصكر، وجمال جاسم أمين، وعلي سعدون، وماجد الحسن، ونصير الشيخ). على الرغم من أنّ  الأول والثاني من هؤلاء النقدة الخمسة المعدودينَ قد غادرت فعلاً   منطقة اشتعال النقدية الشعرية والسردية إلى آفاق رحبة وواسعة من حرية التنظير الفكري  الفلسفي َبديلاً ثقافياً عنها وأصدرا نتاجاً فكريأ عنها، والتي وجدا نفسيهما فيهمَا أكثر حضوراً واشتغالاً.

4_صدرت كتب نقدية عديدة كيفَ تجدها؟

بالنظر لغياب الدور الرقابي الفكري للمنجز الإنتاجي الطباعي، وكثرة دور النشر التجارية غير الرصينة، والتي كان همهما الربح المادي على حساب الربح الإبداعي الثقافي، صدرت العديد من الكتب النقدية المهمة وغير المهمة، والقليل منها يمتاز بالرصانة وجماليات الإبداع ؛ ولكن للأسف الشديد أن العديد منها لا يُميز الكثير من كتّابها الذين يدعون النقد بيّن ما يطلق عليه القراءة النقدية او الدراسة النقدية أو البحثية التي أساسها وأُسها القويم المناهج النقدية السياقية القديمة أو النسقية البنيوية الحديثة. 
الأمر الذي انعكس سلباً  في تفشي ظاهرة النقد الأخواني  الانطباعي الإهوائي غير المنهج، أو الذي لا يخضع إلى نسق الذوق الأدبي السليم أو تحكمه خطة عمل منظم يشتبك مع حيثيات النص الأدبي ويفكّ شفراته الدلالية والمعنوية ويضيء جوانبه الفنية والجمالية تكاملياً، بل إن أغلبه يطوف حول كعبته استعراضياً لا منهجيا. فكرياً، وهذا يعني أن الناقد الانطباعي يقود النص الأدبي أو يحمله قسراً لا طوعاً إلى ساحة المنهج الذي يختاره هو له، وليس اختيار المنهج النقدي الذي يتطلبه النص المنتج من الناقد إن كان النقد يتضمن منهجاً نقدياً بالأساس ، وهذا بحد ذاته وأد قصديٌّ للنص الأدبي، وقتل للمنهج النقدي الحداثوي.

5- هل هناك مشاريع أخرى في الأفق الأدبي؟

في واقع الأمر نسعى بجد ٍ وإيمان عميق ورصانة علمية إبداعية إلى تأسيس وتفعيل جذامير إقامة مشاريع ثقافية للنخب الثقافية  الأدبية النوعية من أرباب الأقلام الحرة المكينة المغيبة والمسكوت عنها في الواقع الثقافي، وذلك من خلال إقامة المنتديات والملتقيات الثقافية والجلسات الأدبية الخاصة النخبة التي تقوم برفد المشهد الأدبي الثقافي بكل ما هو جديد لا فت لجماليات الإبداع شعرا ونثراً.   هذا ما يُبشر به ملتقى ميسان الثقافي الجديد..