loader
MaskImg

حوارات

حوار صحفي مع الفنانة السينمائية العراقية فاطمة أبو هارون

breakLine

 

عرفت فاطمة أبو هارون من خلال تجربة سينمائية حملت عنوان " آخر حلم" كتبت وأخرجت وصورت في العراق وانطلقت منه بإتجاه العرض العربي حيث سوريا وتونس والجزائر، شخصت في فاطمة منذ اللحظة الأولى لمعرفتي بها التزامها المفرط والجميل بتقديم كل ما هو نوعياً ومعالجاً لمشكلة اجتماعية عبر فضاءات السينما والمسرح والدراما.

تطارد فاطمة أحلامها دائماً تقرأ بنهم وتكتب كل أفكارها بعيداً عن اشكالية الفن بما هو فن، تغذي روح الفنانة التي تسكنها بصرياً فتسجل ملاحظاتها وتصنع في عزلتها دار للسينما تمثل أدوارها وتأخذ رأيها بأدوارها قبل أن تطل على شاشة السينما الجماهيرية وتجلس كمتابعة.

نادراً ما نجد فناناً ينتقد أدواره ويعلق عليها ويتضامن مع منتقديه ولكن بو هارون نحت هذا المنحى فهي ابنة النوع وربيبة الجمال حيث النجف الأشرف مدينة العلم وخزانة المعرفة 

لذلك كان معها هذا الحوار :


حاورها : غسان عادل


في البدء مرحباً بك نخلة عراقية ..


فاطمة أبو هارون : "سينهض من صميم اليأس جيلاً"  بقول الجواهري الذي تتخذه نخيلنا أيقونة لها ابتدأ الترحيب بك وبنخيل عراقي التي بدأت مؤسسة ثقافية ناضجة تمنحنا جو من الاهتمام والمتابعة ونبادلها الحب كما لو أنها أغنية عراقية.

 

س/ في أضابير حياتك الكثيرة أي إضبارة تستفزك وتسعين لترجمتها سينمائياً إضبارة الحرمان إضبارة الوطن إضبارة المجتمع؟
ج/ بشكل عام يبحث الإنسان عن الهوية الشخصية ويختبئ وراء الكلمة وأعني بهذه الكلمة الوطن، فهو أكثر ما يستفزني لأن الشخص دائماً ما يختبئ وراء كلمة الوطن لهويته وأمنه لحظة الإدراك بأنه المكان الذي يمنحنا الاحترام والأمان، وأنا شخصياً أعتبر وطني محتلاً دائماً ورغم ذلك أحبه وأبتسم له وأغني له وأناقش قضاياه الاجتماعية المهمة من خلال السينما والمسرح والتلفزيون.


س/ أيهما أقرب لأن يرفرف في روحك كطير حب السينما أم الدراما ولماذا؟

ج/ بالتأكيد أفضل العمل في السينما على العمل في الدراما لأن السينما برأيي تنقل الحقيقة والرسالة الاجتماعية أكثر من الدراما ويعود السبب في ذلك لأنها تجوب أقطار العالم وتنقل مآساة الشعوب ناهيك عن التلاقح الفكري الذي نستفيد منه كثيراً كفنانين عاملين في قطاع السينما.

 


س/ برأيك هل هناك أخلاقيات معينة لمهنة العمل كممثل سينمائي يجب أن يلتزم بها الفنان السينمائي؟ وهل التزمت بها؟

ج/ برأيي أعتبر إن الأخلاق مسألة إلزامية في كل مهنة وإذا انفصلت عن الإنسان سيفقد الكثير من مقوماته كإنسان ،ففي عالم الفن يعتبر التحلي بالصبر وقبول الاختلافات إثناء العمل من أهم الأسس التي استخلصت من الأخلاق وبالتالي فإن لكل ممثل قواعده الخاصة به والتي يستخدمها في الحياة وأنا شخصياً كنت صبورة وملتزمة بقواعدي الأخلاقية الشخصية معظم الوقت.                  

س/ من يحاكم من أنتي أم أدوارك؟
ج/ في الواقع معظم الأدوار التي يجسدها الممثل في السينما والمسرح والتلفزيون ليس دائماً قريبة لشخصيته الحقيقية، لكن مجموعة خياراتي قريبة مني ومن ذوقي نوعاً كما أن لدي شخصية مستقلة تماماً عن بعض الأدوار التي أجسدها بشكل عام وأرى إن وظيفتي كممثلة تكمن في الدفاع عن الشخصيات لذلك في معظم الحالات أدافع عن أولئك الذين لا أحد يسمع أصواتهم مثل النساء في الريف مثلاً..      


س/ يلاحظ في مسارك الفني رغم حداثته ورغم قلة أعمالك طغيان الانتقاء للأدوار هل السبب في مايقدم من نصوص أم ماذا؟
ج/ ما زلنا نواجه نقص في النصوص القوية مع أنه لدينا عدد كبير من الكتاب وأرى إن جوهر كل عمل فني هو الكتابة وأحيانا بسبب عدم وجود الكتابة نختار عملاً ليس قريباً من أذواقنا ولكن في أصعب المواقف لم أقبل دوراً من شأنه أن يدمر قواعد الإنسانية ودور يهين بلدي وهويتي وفي اختيار كل دور أكون مسؤولة عن عواقب الدور الذي أجسده.
                   


س/ في عملكم كممثلين لابد من مواجهة النقد وتيارات النقد وهي كثيرة بلا شك كيف تتعاملين مع النقد بشقيه البناء والهدام؟
ج/ بشكل عام ولأن العراق لديه خليطاً اجتماعياً مختلفاً وذا أيديولوجيات مختلفة فنحن بالتأكيد نتعرض للانتقاد من قبل كل هذه التنوعات وأحياناً نتعرض حتى للمحاكمات خسوصاً مع انتشار السوشيال ميديا  وبرأيي فإن النقد البناء يوفر الدعم والنقد السلبي غير مهم نحن فی بیئة صعبة ومليئة بالصراعات، لكن بالتالي إذا ما أردنا مواصلة كريق النجاح علينا أن نركز بتحقيق أهدافنا لإيصال الرسالة وأنا شخصياً أعير الكثير من الاهتمام لهدفي الذي سيجعلني ناجحة ومميزة فضلاً عن دعم من حولي.

 

س/ ماهو تعريفك للحقيقة؟

ج/ الحقيقة لها معانً كثيرة بالنسبة لي فإن الإنسانية والتحرر من الخوف هما إحدى سمات الحقيقة كما أن الحقيقة هي القبول والاستسلام للكون والسباحة أثناء الغرق في الحياة.   

   

س/ لأن الفن رسالة في نهاية الأمر ما هي رسالتك في الفن باعتباره واهباً للحياة؟
ج/ في حياتي الشخصية كسرت قواعد كثيرة موروثة ومكتسبة، وأردت أن أكون مصدر إلهام للآخرين ورسالتي هي الإنسانية والصبر وقبول بعضنا للبعض الآخر ونبذ الخلافات.

 


س/ الجميع يعرف إن النضج المعرفي والثقافي ضرورة لابد من سلوكها لأي إنسان سيما الفنان هل وجدت ذلك في روح وتعامل الفنان العراقي بصراحة؟
ج/ في الواقع  لا يعرف الكثير من شعبنا الغرض من عملهم لذلك يوجد هذا بين الفنانين وبشكل عام فإن على الإنسان يفعل المستحيل لإنقاذ نفسه  لقد ارتكبنا الكثير من الأخطاء في ثقافتنا لم نكن نعرف من أين أتت، وما زلنا في الغالب ننقذ أنفسنا والآخرين لذلك إذا كان لا يزال لدينا نقص في الثقافة فهذا بسببنا على الرغم من كون العراق حاضناً كبيراً للثقافة.


س/ هل ترين من إمكانية لوجود أعمال درامية وسينمائية عراقية لدخول خط المنُافسة عربياً؟

ج / نعم لقد شهدنا مؤخراً طفرة كبيرة في الدراما العراقية ووضعنا بصمة في اللحاق بالدراما العربية وهذا التقدم مستمر بسبب السيناريو الجيد والمخرج الجيد والممثل الجيد.

كلمة حرة أخيرة ... الحب رسالة الله