loader
MaskImg

حوارات

حوار صحفي مع الفنانة الاردنية القديرة عبير عيسى

breakLine

 

 

حاورها : حيدر الموسوي

 

عبير عيسى : شكرا لمجاهد أبو الهيل ، ونخيل عراقي تحتوي على عبق بغداد


عبير عيسى : العراق هو البلد القوي والعربي، وأشعر كأنني في منزلي عندما أكون فيه


امتدت شهرتها محليا وعربيا عبر المسلسلات البدوية والتاريخية، وقدمت خلال مسيرتها العديد من الأعمال في المسرح والسينما والدبلجة خصوصا الرسوم المتحركة والمسلسلات اللاتينية ، ضاحكة الوجه ، تمتلك شخصية رائعة ومحببة لدى الجمهور . 
عبير عيسى ممثلة أردنية من مواليد 25- أبريل -1961 ، ولدت في مدينة عمان لأب أردني من أصول سريانيَّة تركيَّة، وأم فلسطينية .
بدأت مسيرتها الفنية عام 1977 بعدما عرض عليها مدير المؤسسة للإذاعة والتلفزيون دور البطولة في إحدى المسلسلات التي صورت في اليونان مع الرحابنة ، ثم بطولة مسلسل و"عاد الحب" عام   1987، قدمت العديد من الأعمال في المسرح والسينما والدبلجة، شهرتها جاءت بعد مشاركتها في مسلسل" حارة أبو عواد "بشخصية «نجاح» وشخصية الآنسة وردة في مسلسل" العلم نور"  ، إضافة لمشاركتها في الأعمال البدوية، شاركت بالعديد من الأعمال في الخليج ومصر، هي عضو في فرقة خشب المسرحية ، في عام 2019 عينت رئيسا للجنة العليا في مهرجان صيف الزرقاء المسرحي العربي . 
خلال أمسية ثقافية وشعرية في مبنى منظمة نخيل عراقي ، وفي قاعة متحفها الذي يضيء باللوحات الفنية الرائعة لكبار الرسامين والنحاتين العراقيين والعرب، وبين الصور التي تحمل ذكريات لمحطات زمنية مهمة في تاريخ العراق ، أجرت وكالة نخيل عراقي هذا الحوار الصحفي مع الممثلة القديرة "عبير عيسى" ، وكان السؤال الأول : -


س - عبير عيسى ليست سوداوية، متفائلة، ضاحكة  للحياة ، ولكن في يوم من الأيام كادت أن تتوقف عن التمثيل وألقت أرشيفها الفني خلف ظهرها .. لماذا ؟

ج -  بعد أزمة الخليج توقفت كل الدول العربية أن تأخذ أعمالا أردنية ، وأنا شخصيا موقف الدول لا يعنيني بقدر ما أعتب على دولتي .  
وإذا لم يكن بيتي لم يوفر لي الحماية لماذا علي أن اطلب الحماية من الجيران . 
ونتيجة للضغوط التي عشتها آنذاك ، وجدت نفسي في حينها ملقية جميع ما أحتفظ به من أرشيف فني ، صوري ، وذكرياتي ، وكل شيء ، وفي النهاية أنا إنسان ولدي مشاعر وطاقات نفسية إنسانية ، اضطرب وأتأثر بمتغيرات الظروف . 
وللأسف أنا نادمة لاتخاذي هذه الخطوة ، لأنني كنت أرشيفا لكل الدراما الأردنية ، 
و كانت هذه لحظة غضب ، أو استطيع أن أقول هي لحظة اعتراض لما حدث لنا في تلك الفترة .


س/ قلتي أن الفن كذبة كبيرة ،  لماذا ؟ 
ج- للأسف ، إن البعض من الناس فهمها بطريقة خاطئة ، وأنا من الناس اللذين يعيشون حياتهم بشكل جيد ، وأتعامل مع عمري في أن أعيش كل مرحلة بمرحلتها ، وكما تفضلت حضرتك ، بأنني متفائلة وأحب الحياة كثيرا ؛ لكن أنا قلت "كذبة كبيرة" ، للأسف لأنه  سوف تجد في المحصلة إن العمر يضيع لأجل لا شيء .
ومن الممكن أن أكون أنا أفضل من غيري ، لكن في نهاية المطاف ستجد إن هنالك من يموت ولا يجد نتيجة ، وأنت سوف تُنسى في أول لحظة يضعونك تحت التراب ، وخاصة من الفنانين تحديدا . 
أنا من الناس اللذين يحبون الأصالة . 
وأنا أعتبر هذا ضياعا للعمر ، لأنك عندما تعيش 44 سنة ، وتنفق سنواتك في مهنة أنت تحبها وتعشقها ، وتجد فيما بعد إن كل شيء يذهب عندما يحدث لنا انقطاع لعشرة سنوات ، أشعر بأننا لن نعمل أي شيء طوال حياتنا . 
وهذه كانت من المرحلة نفسها .


س - هل الدور هو الذي يصنع الممثل ، أم الممثل هو الذي يصنع الدور ويضيف أكثر بعد اتقانه للدور ؟
ج – الاثنان معا ، إذا كان الدور مهما والممثل مهما ، سيكون شيئا كبيرا ومهما  والنتاج سيكون عملا مهما بشكل كبير ، أما إذا كان الدور ليس مهما والممثل مهما سوف يصنع منه شيئا مميزا ومهما . 
لكن إذا كان الدور مهما والممثل غير مهم ، فان الدور سوف لن يكون جيدا إطلاقا ، فالممثل هو الأساس بنجاح هذا الشيء .   
وان الممثل بالدرجة الأساس هو الذي يضيف للدور ، ولذلك  في كثير من الأحيان تجد أدوارا جيدة وجميلة ولكن عندما يؤديها ممثل عادي ترى النتاج عكسيا ، ويؤدي إلى هبوط مستوى الدور . 
أما من ناحية أخرى تجد العكس ، فيكون الدور عاديا والممثل جيدا ، فيتقنه بطريقة صحيحة وبحرفية عالية ، فيعرف حينها كيفية إخراج المكنونات الخفية أو الخلاصة ، للشخصية المُجَسَّدة .

 

س – أذا أتقن الممثل الدور هل يستطيع أن يضيف أكثر للدور ؟ 
ج-  الأدوار في  العمل مثل المسبحة ، كل خرزة ولها مكانها الصحيح ، لكن هو يضيف في نطاق هذا الإطار ليكون مكملِا ، لأجل أن يخرج العمل بجميع أجزائه مكتملا ومهما . 
وإياك أن تفكر في إن ممثلا هو من ينجح العمل ، بل العمل هو الذي ينجح الكل . 
أنا أؤمن بان العمل ككتلة مجتمعة ومسبحة ، وإذا لم تكن كل الخرزات بمكانها  مع تراصفها بالشكل الصحيح ، حينها لا يكون العمل صحيحا .

 

س - قمتي بأداء الكثير من الأدوار البدوية مع النجوم  الكبار، مَن الذي كان علامة فارقة لعبير  ؟
ج- لا يوجد عندي علامة فارقة ، ولكن أنا أجد راحة في التمثيل مع الفنان ياسر المصري رحمه الله ، والفنان زهير النوباني ، وهنالك الكثير من زملائي أيضا.
ولكن أنا أتعامل حسب الممثل والدور، فالممثل الذي يأتي مهتما بدوره وملتزما بدراسته بصورة صحيحة ، وانفق وقته لهذا الدور لأنه يستحق ، ويحترم زملاءه ، يكون هذا الممثل بالنسبة لي ممتازا .

 

س - هل كان لياسر المصري حضورا مختلفا في حياة عبير عيسى ؟ 
س -  طبعا ..  ياسر المصري ، نجم ، وفنان كبير، وموهبة جميلة ؛ ياسر المصري ، لغاية أخر عمره هو نجم كبير .
إنسان متواضع ، كان يأتي لعمله جاهزا ، بنفس المواصفات التي ذكرتها أنفا ، جاهز ، و فاهم ماذا يريد ،  وكان إنسانا بسيطا ، وقمة في التواضع بموقع العمل ، رحمة الله عليه .

 

س - ما هو سبب غيابك عن السينما ؟ 
ج – للأسف لا توجد لدينا سينما في الأردن ، ولو كانت موجودة لعملت بها ، أنا أعشق السينما .


س - كلمة أخيرة ؟ 
ج - شكرا للأستاذ مجاهد أبو الهيل على استضافته لنا  ولكل القائمين على هذا المكان الجميل الذي يحتوي على عبق بغداد . 
شكرا للعراق الكبير الذي هو حاضر دائما لكل العرب ولكل العالم . 
وهو الحضن الدافئ ، وهذا البلد القوي كثيرا والعربي ، أشعر كأنني في منزلي عندما أكون في العراق .