loader
MaskImg

حوارات

حوار صحفي مع الفنان العراقي حسين عجاج

breakLine

حوار صحفي مع الفنان العراقي حسين عجاج

 


حسين عجاج الفنان الملتزم، والتلميذ الذي يواضب على أن يكون الطالب الأول الذي يلوح لباب مدرسته، والطير الذي يواعد الهواء للتحليق في سماء الفن، والمدون في دفتر ملاحظاته، كل أغاني العشاق، يكتب رسائله بعناية، لتصل كعلاج للمجتمع، صديق كل الفصول، وكل الأنهار، وكل الطيور، وساعي البريد الذي يحمل في حقيبته رسائل كتبت بماء الورد، يطرق أبواب الوطن، والناس، ليضع قبلة على جبين الأول، وأبتسامة بوجه الآخرين، حامل الهم العراقي كمواطن وممثل، والأمين على موهبته، في زمن أنقلب في الكثيرون على ذواتهم، والخاط لذاته طريقاً، يبدأ بالوطن والشعب، وينتهي بهما، سارية وعلماً ونشيد، وهذا هو نص الحوار مع حسين عجاج، مواطناً وفناناً وسفيراً للجمال

 


حاوره | غسان عادل | بغداد

 

 

- في البدء مرحبا بك نخلة عراقية باسقة


حسين عجاج : كل الترحيب بك وبنخيل عراقي، وإنا أعتبر إن كل صحفي، نخلة عراقية، لأن البحث عن الحقيقة أثمن من أمتلاكها.

 

 

لا يزال المسرح العراقي، رقماً صعباً في خارطة المسرح العربي


- هل يعيش الفنان العراقي غربته العربية على مستوى السينما والمسرح والتلفزيون؟


حسين عجاج : لا أعتقد إن الفنان العراقي، يعيش هذه الغربة التي أشرت إليها، على مستوى المسرح العربي، سيما وأن لدينا تجارب شبابية  عظيمة، أغنت المسرح العربي، وخير دليل على ذلك، هو ما نقله الفنان والمخرج العراقي الشاب مخلد راسم الجميلي، الذي استطاع نقل التجربة العراقي بحداثة، في أكثر من بلد اوربي، والتي أعدها شخصياً تجربة مهمة، وهذا دليل على أن المسرح العراقي، رقماً صعباً، في خارطة المسرح العربي.

 

أما عن المشاركات العراقية، في الدراما العربية، فهي موجودة ولكنها خجولة، ولدينا الكثير من الممثلين العراقيين، الذين استطاعوا وضع بصمة إبداعية في الدراما العربية، أذكر منهم، شمم الحسن الذي عمل في أعمال درامية مصرية ونجح في ذلك بدون شك، وكذلك ذو الفقار خضر، وباسم الطيب، والراحل كامل إبراهيم وآخرين، إضافة لذلك فقد سبقت هذه الأسماء الجميلة، بتواجدي، في أكثر من عمل عربي مشترك، في سوريا ولبنان والبحرين، والقضية الكبرى، لا تعني إنه من سيعمل في الدراما العربية، بقدر ما تعني هو من سيمثل العراق، ويرفع أسمه عالياً.

 

أما على مستوى السينما، فتكاد تكون التجارب العراقية معدومة كمشاركات، فقد كانت السينما العراقية تعج بالعباقرة، الذين عملوا في هوليود، أمثال، قائد النعمان، وكنعان وصفي، وأسماء كثيرة، وأعتقد إن سبب توسع الفجوة بين العراق والعالم الخارجي، متاتي من حروب شعواء، جعلت الفنان العراقي حبيس حدود بلده، والآن أتصور والتمس بإن هذه الحواجز، بدأت بالتساقط، أما الآن فأعتقد بإن آفاق الفنان العراقي أصبحت أوسع على النطاق العربي.

 

- لماذا لا يستطيع الانتاج الفني العراقي عبور الحدود العراقية، وأذا كان هنالك عمل كسر هذا الحاجز فما هو؟

 

حسين عجاج : كما اسلفت لك، الحروب والنكبات، التي مرت على العراق، هي السبب الرئيسي في ذلك، وأنا أتذكر أول عمل مدبلج،  بث على قناة " mbc دراما" لمسلسل تركي، باللهجة العراقية، الذي حقق نجاحاً وانتشاراً كبيرين،
واتذكر جيداً، عبور اللهجة العراقية الحدود، باتجاه الخليج والكثير من الدول العربية، فضلاً عن ذلك، هو ما حققه المسلسل الدرامي العراقي " بنات صالح" الذي عملت فيه ممثلاً، ومنتجاً فنياً، في العام الماضي، من نجاح واسع، ليصبح فيما بعد مادة دسمة للمشاهد الخليجي والعربي سيما الصحافة العربية، التي أشادت به كثيراً، والأهم من ذلك أنه عمل لامس حياة أي مجتمع، إضافة لجودة الصناعة في التفاصيل، وبالتالي فإن العمل الجيد يفرض نفسه وحضوره، وأستطعنا تصدير هذا العمل بشكل جيد.

 


اعتبر نفسي عجينة بيد المخرج يشكلني كيفما شاء


- هل عثر حسين عجاج على المخرج الذي يتبنى طاقته الفنية باعتباره ثيمة عراقية؟


حسين عجاج : بطبيعتي كممثل، فإن أي مخرج تعاملت معه أو سأتعامل معه مستقبلاً كأول عمل أو مكرر، فإن أول شيء أقوله له " هو أنني عجينة بين يديك، شكلني كيفما تريد، وكيفما تشاء، أستوقني ولا تجاملني، إن كان عراقياً أو عربياً " وهنا أتذكر المخرج السوري، رامي حنا، وهو ممثل خطير جداً، الذي عملت معه في عمل درامي مشترك بعنوان " البقاء على قيد الحياة" بوجود، قصي خولي، ومكسيم خليل، ومجموعة كبيرة من النجوم العرب، وهي تجربة رائعة جداً، وعلى الممثل أن ينفذ كل ملاحظات المخرج الذي يعمل معه، وأن يكون تلميذاً تحت يده، لأن ذلك سبفجر لديه طاقة كبيرة، غفل عنها، مهما وصل، ومهما انتشر، واعتبر أن الممثل الذي يخالف ذلك، يعيش في فراغ.

 

 

لا يمكن أن أكون جزءاً من عمل فني لا يحمل رسالة


- إلى أي مدى تجد بإن الفنان العراقي، أستطاع أن يتبنى قضاياه المجتمعية درامياً، قبل وبعد العام 2003؟


حسين عجاج : بالتأكيد توجد حالات كثيرة لذلك، وعندما يدخل الممثل في عمل ما، ويناط إليه عمل ما، لا يكون معنياً بهذه القضايا، بقدر ما يكون معنياً بدوره الذي يتماهى مع قضايا المجتمع، وأعتقد أن أي عمل فني، لا يعالج ولا يحمل رسالة بقيمة عليا للمجتمع، خاصة مجتمعنا العراقي، الذي يعاني الفقر والفساد والحروب فأعتقد بإن ذلك غير صحيح، وغير مجدي، ولا يمكن لحسين عجاج، أن يؤدي دوراً لا يحمل رسالة، وقد رفضت الكثير من العروض لأنها فارغة من محتواها المعالج، وأتذكر آخر معالجة قمت بها كممثل في " بنات صالح" بدور " أبو تالا".

 

هناك عروض مسرحية أحدثت ثورات في العالم


- هل تؤمن بإن المسرح، شاهد عيان لما يحدث في العراق والعالم؟


حسين عجاج : بالتأكيد المسرح شاهد عيان حقيقي، على العصر، منذ اللحظة الأولى التي تم فيها اكتشاف شيء أسمه المسرح، لأنه لا يوجد على الخشبة أي تزويق، أو تزوير، فهو يضع الممثل وجه لوجه، مع المتلقي، حيث لا توجد حواجز، وبالتالي فإن الرسالة تكون أعمق، ووصولها أسرع، لاسيما وأن هناك عروضاً مسرحية كثيرة، أحدثت ثورات في العالم، وهنا تكمن أهمية المسرح.

 

 

الدور الصعب هو من يغريني أكثر من غيره


- ما الذي يغريك في أختيار النص المعروض عليك، في السينما والمسرح والتلفزيون؟


حسين عجاج : سؤال جميل حقيقة، أنا كحسين عجاج، يغريني الدور الصعب في النص، وهو من الحسنات التي اكتسبتها، في مشواري الفني، ولعل كل المخرجين الذين عملت معهم، أنتبهوا بأنني لا أمثل أي شخصية يكلف بتمثيلها، ودائما ما تناط لي الأدوار الصعبة والمركبة، والتي تتضمن عملاً نفسياً كبيراً، وهذا يسعدني جداً.

 

 

- ماهي الأبواب التمثيلية التي طرقها حسين عجاج، أكثر من غيرها خلال مسيرته الفنية؟

 

حسين عجاج : التلفزيون بالتأكيد هو أكثر الأبواب، التي طرقتها، كوني خريج مسرح، من قسم الأخراج، ولكن تجاربي المسرحية قليلة، وتجاربي السينمائية قليلة جداً، ولكن لم أنقطع مطلقاً عن الدراما، ماعدا فترة أبتعادي عن الوسط الفني لخمس سنوات، وما قبلها وما بعدها كنت حريصاً، على الظهور لأجل صنع المتعة للمشاهد العراقي والعربي.

 


- بما أن السينما صناعة هل تعتبر الدراما صناعة؟


حسين عجاج : مما لاشك في ذلك، فإن الدراما صناعة، وكل فريم يظهر هو صناعة، سيما وأن الدراما اليوم دخلت في منافسة شديدة مع السينما، بسبب اختيار الممثلين والنص، والرسالة، وهذا ما تصنعه، شركات صناعة الدراما، مثل شركة نتفليكس، وبالتالي فإن أي عمل فني يخرج للعلن هو صناعة.

 

 

- إلى أي مدى ساعدت الدراما العراقية، على معالجة قضايا الفساد المستشري في العراق؟

 

حسين عجاج : الحقيقة سؤالك ذكي وفكرتك جميلة، وعملنا على ذلك كثيراً، وناقشناها في أكثر من عمل درامي
لكنها لم تؤثر، قيد شعره، لأنها تجذرت وتوغلت، وتحتاج لنهضة شعبية تشمل القضاء، والفن والإعلام وهي مسؤولية كبيرة تلقى على عاتق الجميع.

 

- لماذا يغيب حسين عجاج عن خط الدراما الكوميدية العراقية؟


حسين عجاج : لم أغب عن هذا الخط الجميل، وتواجدت في ذلك في مسلسل أبو طبر الشهير، بشخصية، " فتاح" ولكنني قدمت الدور، على طريقة المدرسة السورية، مدرسة أيمن رضا، وباسم ياخور، ونضال السيجري، وليس بالتهريج الحاصل اليوم.

 


- هل هناك عمل حصري تود الكشف عنه لنخيل عراقي؟


حسين عجاج : بالتأكيد هناك عمل درامي عراقي ضخم، سيعرض في موسم رمضان 2023، وهو مختلف تماماً، عن كل الأعمال العراقية السابقة.