loader
MaskImg

حوارات

حنان أحمد: ديمومة الفائدة التي يقدمها الفن ستثقله بالمساعي الأخلاقية

breakLine

 

 

وكالة نخيل عراقي حوار خاص

حاورها الصحفي أيّوب سعد

 

خطوتُها مدروسة مثل من يلظم خطياً بإبرةٍ ويبدأ بحياكةِ سجادة أحلامه الملوّنة، حذرةً مع أفكارها فهي تدع الألوان والعناصر الأخرى التي تسهم في تكوين الرؤية المرسومة بمخيلتها تختمر جيداً ثُم تشرع بالتخطيط والعملِ على لوحةٍ تحمل مضامين متعددة، فكلما لامس المضمون روح المُطالِع لِفنها أخذت اللوحة من روحه وأعطته العوض من روحها أيضاً.

بالإضافة لذلك، فهي ترى بأن الفن عالم إنتقالي، والموسيقى لا يمكن أن تكون مضيعةً للوقتِ، تصف تجربتها بإعطاء الدروس الفنية للأطفالِ بالصعبة من بابِ المسؤولية التي تقدمها، كل الفنون هي لعبةُ يديها.. الرّسامة العراقية حنان أحمد تُجيب أسئلة هذا الحوار:

 

*كيف تفسرين الفن أو تعبرين عنه؟

- يمثل الفن بالنسبة لي عالماً آخر انتقل إليه بمجرد الدخول إلى المرسم خاصتي، هكذا أن تمر ساعات طويلة وأنا أرسم وأسمع الموسيقى ولا أعتبر ذلك مضيعةً للوقت على العكس أكون قد غذيت روحي بما تحتاجه. وبرأيي أن ديمومة الفائدة التي يقدمها الفن ستقيدهُ وتؤطره ثم تثقله بالمساعي الأخلاقية.

 

*متى يكون الفن خاطئاً؟ وهل يتوجب على الفن البقاء صحيحاً؟

- ما نراه في السنوات الأخيرة من معارضٍ فنية لأعمال أقل ما يقال عنها أنها "خربشات" من خطوطٍ وضربات لا تدل على أي معنى في محاولةٍ لأقناعِ الناس بأنها فن حقيقي وما هي بالحقيقةِ إلا خداع المتلقي وإنحراف في مسارِ الفن وهذه الحالة التي يكون فيها الفن خاطئاً. أمّا في ما يخص الشطر الثاني من السؤال، فنحن كبشرٍ وكائنات واعية قد نتفق أو نختلف مع وعي وفكر بشر أخرين، لذا ما قد يكون صحيحاً عند جماعة سيكون غير صحيح عند جماعات اخرى، وهذا يعني أن الفن لن يكون صحيحاً دائماً.

 

*من جانبٍ فني كيف أثرت فيك البيئة التي تنتمين إليها؟

-لم يكن الفن غائباً في عائلتي من قبل فقد ولدت في عائلةٍ لها اهتمامات فنية، بالإضافةِ لدعمها المستمر منذ بداياتي في الرسم، أمّا عن بيئتي  الفنية أو الثقافية فالأختلاط بها خجولاً أو غير تفاعلي. ويمكنني القول أن بيت العائلة كان بمثابة البيئة الذي مدني بكل العناصر التي تدفعني خطوة أخرى إلى الأمام.

*اتجهتِ الى دراسة الإدارة بدلاً من الفنون الجميلة ما السبب؟

- لم أكن أرغب بدراسةِ الإدارة أو أي إختصاصٍ آخر غير الفنون الجميلة، فقد كانت وما زالت دراسة الفنون الجميلة تستهويني، ولكن بسبب محل إقامتي في محافظة الأنبار التي لا يوجد فيها كليةٍ للفنون الجميلة كان ذلك حاجزاً وعائقاً كبيراً بعدمِ دخولي لكليةِ الفنون في بغداد بحكم المسافة التي بينها وبين والأنبار.

 

*هل تعتقدين أن الفن قادر على إصلاح وتأهيل الإنسان والشعوب؟ وكيف كانت ردة فعلك حين دمر تنظيم داعش الكثير من القطع الفنية والتراثية في الأنبار والموصل وهل ساهمتِ بأعمالٍ فنية تنبذ ما حدث؟

- بالطبع أن الفن عامل مهم لا يقل أهمية عن باقي العوامل التي تؤثر في وعي وثقافة وتطور المجتمعات، وما حدث من تخريبٍ من قبل تنظيم داعش لهذه الآثار ما هي إلا أفعال نابعة عن تعصب وإضطهاد هذه الجماعات الإرهابية لكل ما يدعو للحياة وتحديثها وبث البهجة لها، وبرغم كل ما حدث هناك محاولات للفنانيين في العملِ على إحياء ما تم تدميره هو ما يبث الأمل لعودةِ الفن بقوةٍ لهذهِ المدن.

 

*لديك مساهمات مع الأطفال في إعطاء الحصص أو الورش التدريبية في الرسم، أحكي لي عن هذه التجربة؟

- لم أكن أتخيل أن التعامل مع الأطفال بهذه الصعوبة كنت حذرة جداً في التصرفِ معهم، ورغم ذلك كانت تجربة ممتعة، وبالمقابلِ  تفاعلوا معي وأحبوني، لكني لا أعتقد سأكرر هذه التجربة مرة أخرى.

*ما هي طقوسك في العمل على لوحةٍ أو موضوعٍ ما؟ وكيف يساعدك الإستماع للموسيقى في الرسم؟ وأي نوع من الموسيقى تفضلين؟

- الشيء الأهم الذي أقوم به قبل أن ابدأ هو تهيئة جو هادئ مع موسيقى بصوت منخفض هذا يساعدني على خلق جو مناسب لإستقطاب الأفكار، فقد تفعل الموسيقى ما يفعله الرسم فيَّ ؛ السكينة والراحة والهدوء النفسي، وأنا أؤمن أن أسلوب الفنان يتأثر بما يستمع إليه، أفضل سماع الموسيقى الكلاسيكية لذلك يظهر الطابع الكلاسيكي على أغلب لوحاتي.

 

*هل تفعلين شيء أخر  إلى جانب الرسم؟

- في الحقيقةِ تستهويني كل أنواع الفنون وأود تجربتها كلها، قبل أربع سنوات بدأت تعلم أساسيات دراسة الموسيقى وتدربت على العزف على آلة الكمان والبيانو، وبسبب جائحة كورونا اضطررت ان اتوقف عن تلك التدريبات، وجربت النحت أيضاً بنيةِ ممارسته فقط وليس احترافه.

 

*لو كان بإمكانك عيش حياتك على أسلوبٍ فني لفنانٍ ما من سيكون؟! ولماذا؟

- في أغلب الأحيان وقبل كل لوحةٍ أقوم برسمها أتأمل لوحات "نيكولا بوسان" وهو  فنانٌ فرنسي الأصل، يشدني فيها الألوان وتناسقها وتأثري بهذا الفنان واضح في آخر لوحاتي التي رسمتها.. لذا سأختار أسلوبه فهو الأقرب إليَّ.

 


*ما هي خططك الفنية للمستقبل؟ وها سنرى معرضك الخاص قريباً؟ وها سيحمل المعرض ثيمة واحدة أم سيكون متعدد المواضيع؟

- أفكر الآن في العمل والتخطيط لمعرضٍ شخصي، لكن ليس في الوقت القريب، أحتاج إلى صنع جمهور متشوق لمعرضي في البدايةِ من خلالِ التركيز على مواقع التواصل الشخصية  والخاصة بالرسم وكيفية صنع لوحات ذات موضوع حقيقي ومؤثر لدى المتلقي، فلو تصفحت حسابي الشخصي لن تجد الكثير من اللوحات التي قمت بنشرِها وفي كثيرٍ من الأحيان لا أقوم بتصويرها، أو أنه قد يتم اقتنائها فور إنتهائي منها.