loader
MaskImg

حوارات

جلّنار خطّار لنخيل عراقي:- أشعرُ بالخجلِ عندما يتمُّ تعريفي كشاعرة

breakLine

 


حوار خاص بوكالة نخيل عراقي


جلنار أمين خطار هي صحفية وشاعرة سورية من مواليد محافظة السويداء, العمر 23 عام, شاركت بأكثر من مجموعة شعرية وقصصية مشتركة, لم تنشر مجموعة نصوص مطبوعة خاصة بها حتى الآن, مهتمة بعمليات صنع السلام والدفاع عن حقوق الإنسان .

 


وللتعرف عليها عن كثبٍ أجرينا معها هذا الحوار :-


س/ما هو مفهومك عن الشعر؟ و هل أثرت التكنولوجيا على كتابتك الشعرية ؟

-عندما أُسأَل عن مفهومي للشعر أشعر بأني أسئل عن مفهومي لكل الأشياء التي نمَت معي بحيث لا أتذكر متى تعرفت عليها أول مرة وكيف صارت جزءاً مني، كأن أفهم كيف صرت كاذبةً بارعة أو متى توقفت عن الخوف من قول الحقيقة وسماعها. لا توجد في ذاكرتي فترةٌ زمنية لا أكتب فيها الشعر أو أقرؤه، ومع الوقت لم أستطع ملاحظة كيفية تطوّر نصي الشعري مثلما لم ألحظ كيفية نموي الجسدي، أشعر بأني أكرر نفسي يوماً بعد يوم، ثم أنظر بالمرآة ولا أستطيع التعرف على الوجه قبالتي، وأقرأ نصاً كتبته فلا أصدق أني فعلت. هكذا إذاً أسمع السؤال: ما هو الشعر؟ من هي جُلّنار؟ لو عرفت من أنا لتوقفت عن الكتابة ولو فهمت الشعر لاستطعت أن أموت بسلام. وأقول كل هذا لأن جواب: "لا أعرف" غير محبب لكنّي لا أعرف. لا أستطيع تحديد التأثير الذي أحدثته التكنلوجيا على تجربتي الشعرية، فكرة أنها تتيح لي فرصة الاطلاع على التجارب الشعرية التي لم أكن لأعرف بوجودها حتى فكرةٌ هائلة لا تتوقف عن إشعاري بالامتنان. مع هذا أشاهد الآن روبوتاً يكتب قصائد عظيمة عن كل شيء، هذا لا يشعرني بالتهديد لكنه يحفر خندقاً بيني وبين النص، الفن يطمأننا بأننا لسنا غرباء عن هذا العالم مثلما نظن، بأن أشخاصاً آخرين يعانون مثلنا ويحبون مثلنا ويشاركوننا هذا التواصل الإنساني بطرق مختلفة، لو كتب روبوت عن الحب وصدّقته سأشك بإنسانيتي. أحب التكنلوجيا، ولا أخشى بأن تأخذ مكاني، لكني أخاف أن تستطيع التعبير عني أكثر مما أفعل، أعتقد أن تعاريفنا وإسقاطاتنا لكل ما نعرفه ستتغير خلال هذا العقد، إلى حد إيماني بأني بعد سنوات سأحاول التنصّل من أي إدلاءٍ قلته اليوم حول أي شيء، وهذا أكبر من تأثير التكنلوجيا على الشعر وحسب.

 

*ما الذي وهبته الحياة لتجربتك الشعرية؟

- "طحنتها طحن" مثلما طحنت عظمي وقلبي وروحي وأعادت تشكيلها مراراً، فعلت مع شعري، وهذا يتركها تنضج أحياناً وتضعف كثيراً أخرى، غير أنها الحياة

 

* لم تكتبين ؟

- لأن  الكتابة هي الشيء الوحيد الذي أجيده، ما زلت لا أعرف الكثير عن الحياة وعن طرق الهروب منها، لا بد أن توجد طرق غير الكتابة للنجاة من هذا العبث، لكني لم أكتشفها بعد. كما أنه الشيء الوحيد الذي لا أستطيع الهروب منه، أبلع دمعي حتى يصبح بطني بالون ماء، وأخنقً سعادتي حتى تتمنع الملائكة على كتفي من ملاحظتها، لا يوجد شعور لا أستطيع تجاهله، ولا سلوك لا أقدر على تقويمه، لكن الشعر!  ما أسهل أن تفجّر رأسك على أن تخرج قصيدة منه.

*أي التجارب الشعرية التي تتابعينها بحرص شديد؟

- لا أتابع تجارباً بعينها، أحاول قدر الإمكان أن أسمع الشعر الجيد وأقرأه كيفما جاء، الشعر حرية لكنه دائماً سيكون مقيداً بتحربة صاحبه،  ولا أحب أن أسجن نفسي بأقفاص غيري ولا أن أطير بأجنحتهم لكني أحب أن أزورها كلها وأتعلم الطيران والرقص وراء القضبان.

 

*إلى أي حدٍ يمكنك اعتبار الأدب سلوكاً لا هواية فحسب؟

-عندما يتعدّى ملء الزمن الفارغ ويتوقف الإلهام عن اشتراط كأس النبيذ وطوفان المشاعر.
نعتقد بدايةً أن الشعر كأس نبيذٍ فاخر نشربه في المناسبات الفخمة، نخب ضحكاتنا ودموعنا، ولا يصير الشعر جزء منا إلا عندما يصير جزء من ضحكاتنا ودموعنا.

 

*كلمة تقولينها كرسالة لهؤلاء الذين يتحدثون دائماً عن كساد الشعر ؟

-ما الفائدة؟ مادمنا نملك ما يكفي من الفضول والإحساس سنكتب. ليس تطور التكنلوجيا ولا أساليب التعبير والفنون هو ما يغير التجربة الشعرية أو أي تجربة فنية أخرى، بل التجربة الإنسانية هي ما تفعل، وتجربتنا ما تزال غضّة.

أعرف تماماً أنه كُتب عن كل شيء نريده، لكننا لم نكن معهم وهذا يعني أننا نملك الفرصة لنكتشف ما لم يكتشفوه أو لنعيشه بطريقتنا الخاصة، حتى لو تشابهت مسيرتنا مع مسيرة من سبقونا، ما الفرق؟
لقد عاشوا وعاشت فنونهم، لماذا إذاً تريدون منا الموت الآن!

*بأي صفة تحبين أن يتم التعريف عنك؟

-حتى الآن لا أشعر بأني فعلت ما يكفي ليُقال عني أي شيء، أحب أن أعرف بأني صحفية وشاعرة، مع هذا ما زلت أحس بالخجل كلّما عرّفت بإحدى الصفتين.