loader
MaskImg

حوارات

الفنانة لميس عمارة لنخيل عراقي: أقدّمُ نفسي عبر أسلوبي في الرسم

breakLine

 

 

 

وكالة نخيل عراقي / خاص

حاورها الصحفي : أيّوب سعد


حائزة على بكالوريوس في الآدب من جامعة بغداد، من مواليد 1995، درست الفنون الجميلة لسنةٍ واحدة، وتعمل في مجالات عدة مثل  الرسم و اللغة أيضاً.. لا تنتمي لأسلوبٍ معين بحد ذاته، وتفعل أكثر من الرسمِ إلى جانبِ الرسم، تقدِم نفسها بألوانها، وترى أن الفن دائما صحيح طالما كان حقيقياً.. الرّسامة العراقية لميس عمارة تُجيب أسئلة هذا الحوار:

*كيف تفسرين الفن أو تعبرين عنه؟

- يُعبر الفرد عن أفكاره ومشاعره عن طريق الفن فهو يُشكل نفسه بما يُقدمه، وأنا أقدم نفسي بأسلوبي بالرسم و انعكاسات شخصيتي بألواني ولربما بعض المشاكل والضغوطات النفسية لفترات مُعينة، أيضاً تتضمن أعمالي بعض المُعالجات العامة والرسائل الهادفة لنشر توعية مُعينة، ولربما سيكون لي لون شخصي أعرف به فأعبر من خلاله أكثر.

 

*متى يكون الفن خاطئاً؟ وهل يتوجب على الفن البقاء صحيحاً ؟

- يواكب الفن التطور لكن لا يتطور من خلاله؛ أي أن الفن لا يحتاج وسائل جديدة ليُعَبْر عنه لكونه فُطرة عند الموهوبين من الفنانين و المُحترفين كما أن الاشكال الحديثة تُفقدهُ بعض الميزات ولا تزيد عنه، إذا تكلمنا ببساطة اكثر.. من وجهة نظري الفن بذاتهُ دائماً صحيح
‎"متى ما كان فناً حقيقياً فقط" يحمل رسالة أو من غيرها، لكن مع مواكبة الحداثة فعند البعض أصبح يُعبر عنه بشكل عبثي يفتقر للقيمة والمُعالجة بسبب سلوك الفرد الذي لا ينتمي للفن وانما هوَ دخيل عليه بسبب حاجته لأشباع شخصيتهُ المُتأثرة بالحداثة التكنولوجية، فلسفياً لا يتوجب على اي شي في الحياة البقاء صحيحاً ولا حتى الفن ما زال مُتحركاً وليس ساكناً لأن الفلسفة جزء لا يتجزء من الفن، أي ان جميع الفنون و على شتى أشكالها وحتى طريقة عرضها للمُتلقي تحظى بقبول واسع وأصبحت تأخذ حيزاً كبيراً فظهرت أساليب جديدة لتقديم الفن عن طريق البرامج والذكاء الاصطناعي الذي لا يُنافس العمل الفني المصنوع يدوياً
ولو بنسبة ٪1. لا يجب على الفن اتباع أنظمة و أشكال هندسية مُعينة ولا رسائل مُعينة فكيف ما يُصنع يكون فناً فلا يمكنك إنكار ما يصنع غيرك من أعمال تُزعم أنها هادفة ولو وجدتها بسيطة ولا تمت للمعنى بأي صِلة إلا إنهُ لا يستوجب الشروط والتقييد لما في عملهُ من تأثير على الفرد نفسه قبل المُتلقي وهذا الأخير قيمتهُ أكبر.

*من جانبٍ فني كيف أثرت فيك البيئة التي تنتمي إليها؟

- إنهُ لمن المُهم أن تتوفر البيئة المُناسبة لكنها ليست بالضرورة أبداً"، لميس عمارة  الرسامة الوحيدة من بين 6 أفراد في العائلة ولم يسبق لوجود رسامين من قبلي، إلا أن أمي تهوى الفن والرسم والأعمال اليدوية و والدي يهوى الدراسة والتفوق فقد كان الدعم مُتناغم و ليكون لعائلتي النصيب الأكبر من نجاحي المُستقبلي؛ لكوني موجودة في بيئة تدعم الموهبة بسبب حُبي لها وتكوين شخصيتي المُختلفة عن أقراني كما أني اكتشفت نفسي أكثر عندما 
بدأت الرسم.

 

*هل درستِ الفنون الجميلة أم أخترتي تخصص أخر؟ وهل ترين أنه من الضروري دراسة التخصص؟

- تخرجت في كُلية الاداب قسم اللغة الإنجليزية لكن هدفي هو الفن فهو ما يُعبر عني أكثر، كما كانت لي تجربة بأكاديمية الفنون الجميلة لمُدة سنة في 2020، التي قُبلت فيها بدرجة امتياز، فسُرعان ما انتهت بعدها لعدم اهمية وجودي فيها وأيماني بأنها لا تُضيف لي الكثير عدا تكوين نُسخ مُتكررة من المُتخرجين بخط ولون واحد ما لم يقُم الأخير بتكوين اعماله بأسلوبه الخاص، فاتجهت للعمل وإنتاج أعمالي الخاصة، فهذا الأخير هو جوابي "لا، ليس بالضرورة" لكنهُ اختيار شخصي وسيكون اختيار جميل لشخص يضع اهدافاً فنية ويركز عليها بدون مُشتتات أو دراسة تخصصات أخرى قبلها أو بعد.

*هل تعتقدين أن الفن قادر على إصلاح وتأهيل الإنسان والشعوب؟ ومن هم رساميك المفضلين؟

-تنهض الأمم بالفن فكان مُنذ نشأته يُعالج أموراً اجتماعية وأخرى سياسية حتى وصل إلى يومنا الحالي، وما يكون الفن أسمى؛ الا رسالة ومعنى، للفن طُرق علاجية ذات تأثير كبير فيُستخدم في المستشفيات والسجون وأماكن التأهيل الخاصة بسلوكيات الفرد وتطوير نمو أفكاره وتعزيز ثقته بنفسة ولتكوين شخصية مؤهلة لتتعايش اسوة بالأفراد الآخرين، ولي تجربة مع الموسيقار كريم وصفي ساهمنا بالعلاج النفسي عن طريق الموسيقى للمُتضررين من الحرب والايزيديات المُتضررات من الحرب مع داعش ،أفضل الفنان العراقي سيروان باران.

 

*لديك مساهمات مع الأطفال والناشئة في إعطاء الحصص أو الورش التدريبية في الرسم، حدثيني عن هذه التجربة؟

- "يرسم الطفل تعاملات بيئتهُ المحُيطة المُرتبطة به"، إن من أجمل التجارب و أصعبها التعامل مع الأطفال، لكن هُنالك روحية جميلة مُمتعة وعالم مُفرح بتكوين النشاطات الفنية من جانبهم، لأن الفن لا يحتاج التعقيد؛ يُظهر لنا الأطفال عوالم مُختلفة ويكوّن الرسومات البسيطة ذات الطابع الجميل  العفوي المليء بالحياة سوف لن تكون هذه التجربة الأخيرة لي معهم مادُمت اتعلم منهم المُتعة.

*ما هي طقوسك أثناء العمل على لوحةٍ أو موضوعٍ ما؟ وكيف يساعدك الإستماع للموسيقى في الرسم؟ وأي نوع من الموسيقى تفضلين؟

- الاستماع للموسيقى من أكثر الطقوس المُناسبة لخلق جو فني يُساعدني في التناغم مع اللوحة، فأكون أنا وعملي فقط، أحب الموسيقى الملحمية والأخرى الهادئة لآلات الكلارنيت والتشيلوا أحب الموسيقى التركية، الإيرانية والمقطوعات الإنجليزية القديمة.

 

*لو كان بإمكانك عيش حياتك على أسلوبٍ فني لفنانٍ ما من سيكون؟! ولماذا؟

-لا انتمي لأسلوب فني مُعين ولو كان ذالك لوجدت التشابه في أعمالي من خلال الألوان خاصةً، أحب الاسلوب التجريدي في اللوحات وتستهويني الوان الفنان فان كوخ وأتمنى لو يكون العالم مليئاً بالفنون والألوان فقط وأن يرتقي الذوق العام من ناحية الفن بمجتمعنا أكثر.

 

*ماذا تفعلين إلى جانب الرسم؟

-أعمل كرسامةٍ من خلال فن الجداريات، و أجهز اللوحات للمتاجر في شارع المُتنبي في سوق السراي، وايضاً أعمل كمُعلمة للُغة الإنجليزية، وإدارية في مؤسسة الفن للسلام بقيادة المايستروا كريم وصفي قائد السمفونية الوطنية، الخاصة بالموسيقى والفنون، ولي هوايات أخرى في الخط والأعمال اليدوية وأهوى الحياكة والخياطة.

*ماهيَ خططك الفنية للمُستقبل؟

-لي أهداف غير مُرتبة مع مُستقبل غير واضح 
لكن إن شاء الله ستكون لي خطوة كبيرة واضحة خلال هذه الفترة غير المحددة بتاريخ، واهمها مُشاركات اوسع في المعارض، وإنتاجات فنية مُستمرة وهيَ قيد التنفيد، إلى جانب الورش الفنية.