loader
MaskImg

حوارات

الفنانة السورية هيام سلمان لنخيل عراقيّ: أعمل حالياً على مشروع أمزجُ فيه الفنَّ بالشعرِ

breakLine

 

 

 

حاورها عامر الطيّب


وكالة نخيل عراقي/ خاص

تبدو الفنانة السورية هيام سلمان أكثر أبرز الفنانات السوريات نشاطاً و نتاجاً فهي تحاول جاهدة ترسيخ الفن في أذهان الناس و  تحويله إلى ثقافة يومية .
شاركت سليمان بمعارض فردية وجماعية و أعمالها مقتناة من قبل مؤسسات عالمية ومحلية ومن قبل أفراد في جميع أنحاء العالم و لعل سيرتها الإبداعية مليئة بكل ما يلفت الانتباه و يعمق الاعتزاز بها كمبدعةٍ كونية قبل أن تكون مبدعة تنتمي إلى أرض سوريا و للتعرف عليها عن كثبٍ أجرينا معها هذا الحوار:-

 

 


كيف تفسرين الفنَّ و تعبرين عنه؟

هناك هوة كبيرة تزداد اتساعاً في تفسير الفن فالأغلبية تعرف الفن بطريقة تقليدية بما تحتويه من نظام وتناغم وتمثيل ..بينما هناك أقلية تبحث عن الفرادة وتكافح من أجل الاختلاف .هذا الاختلاف الذي يحكمه اختلافنا كبشر سواء بمشاعرها وأفكارنا وتجاربنا الخاصة ..وبهذا يكون الفن وفق رؤيتي الخاصة هو محاولة للقبض على العالم العالم ككل من بشر ومجتمع ...من تجارب وافكار وعواطف ...وأماكن متنوعة كل ذلك تبدأ بإحساس خاص وذاتيه عميقة تميز كل فنان عن سواه. وبذلك يكون الفن وسيلة نقل ذاتية إلى الآخر في فضاء العالم الرحب.


متى يكون الفن خاطئاً برأيك ؟

بما أن الفن هو نقل مقصود لخبرة ما بوصفها غاية بذاتها فقد يكون محتوى هذه الخبرة ضمن سياقها الثقافي مهما لكنه في سياق آخر قد يأتي أقل أهمية أو عديمها ..
ولأن الفن يتعلق بمن يقدمه بسياقاته الاجتماعية والنفسية الخاصة بالرؤية للعالم فقد يأتي أحيانا مؤذيا أو باعثا على الأسى والحزن ..وقد يدفعنا للتفكير بما لانرغب بالتفكير به ..لكنه حتما سيبقى فنا مهما طالما حرك فينا إحساساً ما ..وبالتالي من سيحكم ويقول فن خاطئ...أو فن صحيح طالما استطاع ملامسة دواخلنا وساعد في اكتشاف مساحاتها المجهولة ولامس الجوانب غير الواعية من وجودنا حتى لو لم ندرك ذلك ولم نعيه تماما ...

 

من جانب فني كيف أثرت فيك البيئة التي تنتمين اليها؟!

التعبير عن طريق الفن يعتبر امتدادا للذات ..وهو بمثابة تواصل عالي المستوى مع هذه الذات والبيئة المحيطة التي لعبت وتلعب دورا كبيراً في تشكيلها وتكوينها ولأن الفن يتألف من مجموعة أفكار ومشاعر لها تأثير عاطفي يتشاركه البشر عبر الفن فكلما ازداد التصاق الفنان ببيئته المحليه كلما نجح في تصوير أشد الانفعالات عمقا وصدقا سواء كانت تلك الانفعالات سعيدة أو حزينة مظلمة أو مشرقة، طالما هي صادقة بالتعبير عن مدى انغماسنا بالواقع الحياتي المعاش ...ومن هنا كانت البيئة الساحلية المنفتحة على الآخر المتمازجة ثقافيا والمتقبلة للاختلاف والتلاقي والحرية. 
الأثر الأكبر على تجربتي بما تحتويه من تاريخ مرتبط بأوغاريت والفينيقيين وأساطير المكان والتراث المتوالد عبر الزمان والذي لا يستطيع فنان أن يهرب من اسره  ...هو طريق واسع دخلت إلى عوالمه ونهلت منها بطريقتي الخاصة .

 


كيف كانت دراستك للفنون الجميلة وما السبب باختيارك هذا التخصص تحديداً ؟

أنا لم أتخصص بالفنون الجميلة للأسف بسبب ظروف اجتماعية ضاغطة تتعلق بوجود أسرة مؤلفة من ستة أولاد وعائلة تبذل جهدها لتأمين قوتها اليومي ومحاولة متابعة تعليمهم بالإمكانات المتاحة ...لتأتي العثرة الأكبر في وجود كلية الفنون الجميلة فقط في دمشق مما يجعل ارتياد كلية الفنون الجميلة حلما غير قابل للتحقيق ...لكن البديل كان في مركز الفنون التشكيلية الذي تخرجت فيه بعد دورات أربع و انتدابي لتعليم الفنون في مدارس اللاذقية لأتابع مسيرة الفن من خلال رعاية مواهب أطفالي .. ولتكون نواة لإطلاق مشروع جمعية أرسم حلمي الفنية التي تعنى بالمواهب الفنية وترعاها بالمجتمع .

 

هل تعتقدين أن الفن قادر على إصلاح وتأهيل الإنسان والشعوب , ومادوره الآن بالنسبة لك في ظل ما تعيشه سورية؟!

لطالما كان الفن مقياس للتطور ومرآة لحضارة الشعوب ...وأهميته هذه أخذها من قدرته على إيصال الرسائل إلى الإنسانية جمعاء ..وأعتقد جازمه أنه لو استطاع البشر جميعاً الانخراط في مجالات الفنون المتنوعة لكانت البشرية حققت الكثير من قيم التسامح والاحترام المتبادل و المحبة و السلام .
ونحن الآن في سورية وبعد مرور أكثر من 12سنة على بدء الحرب ووسط الظلم و الظلمه الكبيرين الذين تعرضت لهما البلاد حاولنا أن نفتح نافذة أمل من خلال أنشطة وبرامج وحملات فنية استهدفت البشر والحجر وما زلنا مؤمنين بإيجاد فسحة من الجمال والخير لنعبر من خلال الفن عن أننا كبشر نحتاج إلى الجمال لردم القبح والتخفيف من بشاعة الحاضر ...وهذا ما نفعله وسنستمر بفعله طالما نحن قادرين على ذلك.

 

هل لديك مساهمات مع الأطفال في إعطاء الحصص أو الورش التدريبية بالرسم ؟حدثينا عن هذه التجربة.
كانت طبيعة عملي في تعليم الفنون للأطفال في المدارس العامة باللاذقية فرصة لي لاكتشاف المواهب وتنميتها وتشجيعها ومحاولة زرع الوعي لدى الأهل بأهمية الفنون في تنمية شخصيات الأطفال وتوازنهم النفسي والاجتماعي وضرورة الاهتمام بمواهبهم بالتوازي مع الاهتمام بمواد تحصيلهم العلمي ...كان الأمر بمثابة تحد كبير يحتاج إلى تغيير عقلية مجتمعية وهذا يحتاج إلى اتخاذ خطوات صعبة تحتاج إلى صدق ومتابعة ومهارة في التعاطي مع الأهالي وكسب ثقتهم في مجتمع ثقافته محدودة خاصة في مجال أهمية فنون الأطفال .
جهد كبير ومستمر خلال سنوات طويلة تحقق بعده حلم الوصول إلى شرائح أكبر من الموهوبين /من جميع الفئات العمرية/ من خلال إشهار جمعية أرسم حلمي الفنية التي ما زالت مستمرة في تحقيق أهدافها وكسب ثقة المستفيدين منها وتلبية احتياجاتهم بأعلى المستويات لتكون الجمعية نبعاً لطلاب متميزين يرتادون كلية الفنون الجميلة وكلية الهندسة المعمارية وليتخرجوا من الكليتين بتفوق ويصبحوا مدرسين فيهما ...هذه الاستدامة في حمل الرسالة من جيل إلى جيل قادرة أن تكون رافعة ثقافية هامة لتحارب القبح بالجمال ....هذا القبح الذي ظهر بأبشع وجوهه خلال الحرب على سورية.

ماهي طقوسك أثناء العمل على لوحة أو موضوع ما ؟وكيف يساعدك الاستماع للموسيقى بالرسم ؟واي نوع من الموسيقى تفضلين ؟

عملي الفني الذي أستخدم فيه بقايا الأقمشة يتطلب وجود أعداد كبيرة  من قطع القماش متنوعة الأشكال والألوان والأحجام بالإضافة إلى مكان واسع رحب تنتشر فيه هذه القصاصات الملونة ... 
بالإضافة إلى طوفان الرغبة بإنجاز العمل الفني الناتجة عن مشاهدات أو مواقف أو ذكريات آن لها أن تخرج إلى العلن عبر لوحات .
مع إيقاع داخلي متزايد باضطراد هو فقط الموسيقى التي أسمعها قبل و خلال العمل 
لكن لو كنت تسألني عن أنواع الموسيقى التي أسمعها بالعموم فهي الموسيقى الكلاسيكية وأحيانا موسيقى الجاز  و فيروز في جميع الأوقات.

 

هل تفعلين شيئاً آخر إلى جانب الرسم ؟!

-  الفن بشكل عام هو نمط حياة بالنسبة لي أمارسه كما أمارس الحب هو ضروره كما التنفس للحياة ...هو جناح  يحملني إلى الحرية ....وإلى جانبه وبالتوازي أنا قارئة نهمة...أعشق الرواية والشعر والدراسات المتنوعة  
وحاليا لدي مشروع أعمل عليه فيه تمازج بين الفن والشعر.

 

لوكان بامكانك عيش حياتك على أسلوب فني لفنان ما من سيكون؟ولماذا؟

- ربما نحن جميعا نتأثر عبر مسيرة حياتنا وخلال تجاربنا الفنية بفنانين ولوحات مميزة ..لكنني أعتقد أن الفنان الحقيقي هو من يعيش تجاربه هو ويتأثر بيئته ومجتمعه الخاص ليلتي نتاجه الفني كتعبير عن ماسبق برؤية خاصة متجددة مبتكرة وفيه أصالة وبأسلوب يميزه ويشير إليه لتكون شخصية الفنان وتمازجه مع مجتمعه وواقعه جوهرية بقدر العمل الفني نفسه ولذلك سأقول بثقة لا اعتقد أنني ستختار أن أعيش حياتي إلا بأسلوبي أنا .

ماهي خططك الفنية للمستقبل؟

حالياً هناك 14 عملا فنيا جديدا تم نقلهم إلى اليابان تحضيرا لإقامة معرض هناك .
حلمي أن أستطيع استقبال جميع الموهوبين بمجال الفنون التشكيلية مجانا في جمعية أرسم حلمي الفنية وهذا تم تحقيق جزء منه من خلال مبادرة كمشة ضو التي شملت رعاية 10 أطفال موهوبين بالرسم مجانا منذ سنتين .
أحلام ومخططات كثيرة تحتاج إلى استقرار الأوضاع في سورية لتحقيقها لعل أهمها إقامة معارض والمشاركة بملتقيات مستمرة ...أرجو أن يعم السلام والاستقرار العالم بذلك فقط يصبح تحقيق الأحلام ممكناً.


■■■

السيرة:-


هيام سلمان فنانة سورية معاصرة ، 
تستلهم التراث من خلال الرسم ببقايا القماش 
*عضو نقابة الفنانين التشكيليين بسورية 
*عضو مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية أرسم حلمي الفنية 
*مديرة مهرجان أرسم حلمي التشكيلي بدوراته الى7من عام 2015وحتى عام 2022
*مشاركة بعدة معارض ثنائية مع النحات ماهر علاء الدين من عام 2004وحتى عام 2009
*مشاركة في مهرجان المحبة 2000
*ملتقى الشجرة التشكيلي الاول 2003
*ملتقى مورتسبورغ الدولي بألمانيا 2009
*ملتقى جبلة للفنون التشكيلية 2023
*تحولت 5 من لوحاتها الفنية إلى شالات ضمن مشروع يدي باليابان 2021/2022
*شاركت في مهرجان Mancuso بأمريكا 2021
*تم اختيار مجموعة من لوحاتها لوضعها كاغلفة كتب لأدباء من الوطن العربي من خلال دار ومضة 2021
*صممت ونفذت ازياء لمسرحيتين للمسرح القومي بسورية 2021/2022
*معرض متجول في اليابان 2022
1_معرض الشرق الأوسط/اليابان .اوساكا 
2_في متجر العالم القديم
3_جامعة طوكيو/قسم الدراسات الأجنبية 
*شاركت بمعارض فردية وجماعية 
*أعمالها مقتناة من قبل مؤسسات عالمية ومحلية ومن قبل أفراد في جميع أنحاء العالم.