loader
MaskImg

حوارات

الفنانة السورية راميا حامد لنخيل عراقي :- " احلم بتكريس حالة خاصة في مجال الفن التشكيلي"

breakLine

 

 


حوار خاص بوكالة نخيل عراقي


فنانةٌ سورية لا تعتبر نفسها امتداداً لأسلوب فنيٍ محدد أو لفنانٍ ما وإن كانت تميل للتكنيك الغربي في الرسم إذ تحاول راميا حامد المولودة في مدينة اللاذقية تكريس الفن و استخدامه لصناعة وجه حقيقيٍ لليومي و العادي في حياة البشر.
شاركت راميا بمعارض عدة و استخدمت لوحاتها كأغلفة كتبٍ و ما نصادفه مباشرةً عند تأمل أي عمل فني لها هو العناية باستخدام اللون إذ تبدو الألوان طريقتها في التعبير أكثر من الملامح و الحركات و الرموز الأخرى. 


محاولة تعريف الفن بالنسبة لها تشبه محاولة تعريف أي نزوع بشري و مركزي و فطري و هي تطرح تلك تلك الرؤية لئلا يُعَرَّف فنها إلا عبر أعمالها و من أجل اكتشاف بعض عوالمها عن كثبٍ أجرينا معها هذا الحوار :-


 كيف تفسرين الفن أو  تعبيرين عنه ؟
- الفنُّ لا يُفسَر ولا يؤطر في تعريفٍ واحد ، هو كالعشق كالهيام، لا يمكن أن نطلب من عاشق تفسيراً لمشاعره أو نسأله عن معنى عشقه!  أشعر أنه شيء أقرب لشعلة من نور بل هو إحساس ذاتي ينبع من داخل الفنان وكل فنان يحمل داخله رؤيته الخاصة وحساسيته الفردية تجاه الأشياء، أما لو سألتني عن إحساسي تجاه الفن فهو بالنسبة لي  حياة متكاملة أعيشها من خلال لوحتي .

 

 هل يتوجب على الفن أن يكون صادقا؟  

- اللوحة صوت الفنان الداخلي وهذا الصوت بالضرورة يجب أن يكون صادقا ، إذ ينبع من اللاشعور ومن العواطف الكامنة داخل الفنان، تلك المشاعر التي لا يستطيع أن يعبر عنها إلا من خلال أدواته ، لذلك أهم مقومات  النجاح والإبداع أن يكون  الفنان صادقاً و يقدم ذاته  من خلال منجزه الإبداعي ، يقول جاكسون بولوم  "كل فنان جيد يرسم ذاته "
طبعا هذا الأمر  ليس حكرا على الفن التشكيلي فقط بل على جميع الفنون .

 

من جانب فني كيف  أثرت فيك البيئة التي  تنتمي إليها ؟

- الإنسان ابن بيئته مهما انتمى للعالم الكبير، ينتمي إلى محيطه ويستلهم منها الكثير من المفردات التي تظل معه طيلة العمر ، في حال كان يملك موهبة فمن أهم العوامل التي تبلور هذه الموهبة وتدفعها للتطور هو المحيط الذي يحيا به، أنا ابنة بيئة مطلعة ومنفتحة على الفنون والأدب  وأسرتي كانت وما تزالُ داعمة لي بشكل كبير و هذا الدعم ساهم كثيرا في تطوير موهبتي والسعي لتحقيق حلمي في مجال الرسم .

هل درست  الفنون الجميلة وما الذي  جذبك إلى الفن  ؟
- شغفي بالرسم والفن بدأ منذ  الطفولة لم أكن بحاجة لجذبه، كانت موهبتي حاضرة بشكل فعلي وتطورت ذاتيا في مرحلة متقدمة من عمري ، بعد المرحلة الثانوية درست الحقوق و لم أكمل في هذا الإختصاص فهو لا يشبهني لذلك قررت دراسة الفن التشكيلي دراسة خاصة على مدار سنوات ولم أتوقف يوماً عن اكتساب المهارات الأكاديمية، ثم تقدمت لمسابقة القبول في اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين وتم قبولي، من هنا بدأت مسيرتي الفنية..

 

هل تعتقدين أن الفن قادر على إصلاح  وتأهيل الإنسان  والشعوب  ؟

- ليست مهمة الفنان الإصلاح والتأهيل ، فهو ليس رجل دين أو  سياسياً و الفن بدورهِ ليس مركزاً لإعادة تأهيل البشر ، مهمة الفن بعيدة جدا عن ذلك.. يقول المعلم  فاتح المدرس "الفنانون والمفكرون يصنعون وجها جميلاً للعالم ليسهل التعرف عليه "
 بيكاسو  عندما رسم  "الجورنيكا " كانت صرخة ضد الحروب والدمار عبر فيها عن حزنه الشديد بسبب الحرب على مدينته ولكن هل إستطاع أن يوقف الحرب والدمار ؟
 بالتأكيد لا ...  الفن صرخة بوجه البشاعة والخراب مهمته إضفاء طابع حضاري وإنساني على الحياة والبشرية وبالتالي من يكون  متذوقا للفن لا يشارك في التشويه لهذا علينا دعم الفن والإبداع فهو يهذب الوحش القابع في داخلنا ويضعه في زاوية مظلمة  .

 هل لديك  مساهمات  مع الأطفال  في إعطاء الحصص  أو  الورش التدريبية  بالرسم ؟ إحكي لي عم هذه  التجربة  ؟
- أفرحني هذا السؤال  فلديّ تجربة في إعطاء حصص رسم للأطفال وهي  من أكثر التجارب تأثيراً  وجمالاً بالنسبة لي ، الأطفال لديهم عالمهم الخاص والدخول لهذا  العالم  يمنحك إحساس ساحر ومختلف ، سوف تتعلم منهم مثلما تعلمهم تماماً ، من المثير للدهشة  قدرتهم على الإصغاء والهدوء أثناء درس الرسم ، هذا الإصغاء لن تشاهده في حال كان الطفل في حصة الرياضيات أو اللغة مثلا، ربما تراه يشعر بالملل ، هناك علاقة جدلية بين  الفنان والطفل فكما يمنح الفنان الطفل التعليم والمعرفة أيضا الطفل يعيد الفنان  إلى عفويته التي قد يفقدها  مع الوقت بسبب تراكم الخبرة والتمرس بالرسم  ، قد يرسم الطفل عصفور بحجم فيل وبساقي زرافة بسبب عدم  معرفتة وقدرته على استيعاب النسب في الرسم  ولكن هذه الرسوم  تحمل الكثير  من السوريالية الفطرية مما  يضعك في حالة من الدهشة و الرغبة في تقليده !

 

ماهي طقوسك أثناء  العمل على لوحة أو  موضوع ما ؟ وكيف  يساعدك الاستماع للموسيقى في الرسم ؟ وأي نوع من الموسيقى  تفضلين ؟

- الرسم حالة صوفية تحتاج للهدوء  والتأمل والصمت، عندما أرسم أنفصل عن عالمي الواقعي كلياً لحاجتي للتركيز والهدوء و إن كان لابد من رفيق يشاركني هذا الطقس فهو الموسيقى ، الموسيقى  القرين الأجمل للرسم ولها تأثير كبير في تحريض مخيلة الفنان وتأجيج مشاعره وتفجير طاقات اللون الجمالية لديه ، أحب  الموسيقى الغربية  الكلاسيكية وأميل بالعموم  للثقافة الغربية في مختلف الفنون وليس فقط الموسيقى .

 

 

هل تفعلين  شي آخر إلى جانب  الرسم  ؟

- لدي شغف بالمطالعة مماثل لشغفي بالرسم ، أستغل  الوقت الذي لا أرسم فيه للقراءة وخاصة الكتب التي تتحدث عن الفن التشكيلي، الفنان بحاجة كثيرا للثقافة والإطلاع لتطوير تجربته، بعيدا عن المطالعة أنا متفرغة كليا للرسم وأقضي معظم وقتي في مرسمي .
 

لو كان  بإمكانك  عيش حياتك  على  أسلوب  فني  لفنان  ما من سيكون  ؟ ولماذا؟

- لا أحب أن أتقمص تجربة أحد مهما بلغت أهميتها، أنا هي نفسي بكل كمالها ونقصها، الرسم حالة من التعبير عن  الذات، الفنان لا يرسم للآخرين بل يرسم  لمتعته الخاصة لذلك أفضل أن أعيش متعتي بكل ما تحمله من مشاعر وتناقضات وأن أقدم ذاتي بكل صدق وشفافية من خلال لوحتي ولكن لو سألتني من الفنان الذي أحب أسلوبه وهو  الأقرب لذائقتي البصرية فهو  الفنان الأمريكي الواقعي المدهش " إدوارد هوبر "  إنه حالة لا تتكرر  ولا تشبه إلا نفسها، يشدني الغموض والتناقض في أعماله و السرد البصري المحكم بمنتهى الذكاء .

ماهي خططك  الفنية  للمستقبل  ؟ وهل ترين الوقت  مناسباً للعمل على معرض  خاص لأعمالك ؟

- لدي حلم كبير بتكريس حالة خاصة ومهمة في مجال الفن التشكيلي وأنا أعمل بكل جدية واحترام  وأبذل جهد كبير  لتحقيق  هذا الحلم كما أطمح  بأن  يمتزج فني مع باقي الفنون الأخرى من مسرح وأدب وموسيقى وسينما ، أما عن المعرض الخاص أنا جاهزة  لتقديم معرضي الخاص ولكن الظروف الحياتية والمعيشية الحالية تضطرني للتأجيل .