loader
MaskImg

حوارات

الفنانة البحرينية لينا الأيوبي لنخيل عراقي: يحتاج الفنان للكثير من الخيال والحرية لتحقيق رؤيته

breakLine

 


حوار خاص بوكالة نخيل عراقي

 

تعرفت إلى لينا الأيوبي عن طريق لوحة تشكيلية اقتربت فيها كثيراً من النفس البغدادي حيث المحلة وتفاصيلها البسيطة التي ترجمها لنا فائق حسن وحافظ الدروبي وجواد سليم وغيرهم بألوانهم وتجلياتهم، ووجدتها وريثة لحضارة دلمون هناك في البحرين حيث العمق بفن النحت وصناعة الأختام وهي تستخدم فرشاتها لتعبر عن هويتها الثقافية بإطار رباعي فضلاً عن خلقها لفضاءات وعوالم يراها المتلقي جامدة وتراها متحركة لها صباحاتها ومساءاتها ولغاتها ولهجاتها.

كما وجدت بأن المرأة هي أكثر ما يشغل الأيوبي وتفكيرها فتعمد إلى الألوان وتستحضر كيانها فتشير للمرأة الأم وللمرأة الوطن وللمرأة ككيان جمالي بمدياته البعيدة وغير المرئية وغير المتوقعة باعتبارها هوية فضلاً عن كونها من صناع الحياة ومانحة الخير وراعية الحب والسلام، وعن تفاصيل وخبايا أكثر كان لنا معها هذا الحوار ..


حاورها : غسان عادل


في البدء مرحباً بك نخلة عربية....

-شكرا جزيلاً على هذه الفرصة التي تتيح لي المشاركة في لطرح أفكاري وتوجهاتي في مختلف جوانب رحلتي الفنية والحياتية.


س/ هل تعتقدين بأن الرسام أصبح مؤرخاً عبر اللون ورديفاً للمؤرخ في توثيق الأحداث وأرشفتها في إطار؟

ج/ يصبح الفنانون مؤرخين من خلال فنهم عبر سرد الأحداث بصورة بصرية وتقديم تعليقات ثقافية والحفاظ على الذكريات واستيعاب وجهات النظر المتنوعة واستخدام الرموز والتعبير عن المشاعر الشخصية واستكشاف التاريخ البديل وتوثيق التغييرات المجتمعية عبر نهجهم الفريد الذي يضيف عمقًا وصلة عاطفية إلى الأحداث التاريخية مثرين فهمنا للماضي.

 

س/هل يحتاج الفنان التشكيلي بغض النظر عن هويته لطقوس صوفية أثناء استحضار فكرة اللوحة؟

ج/ بالتأكيد يميل كل فنان بغض النظر عن خلفيته إلى تطوير مجموعته الفريدة من الطقوس والممارسات التي تساعده في العملية الإبداعية والتي يمكن أن تتضمن هذه لحظات من الوحدة والتأمل والبحث عن إلهام من الطبيعة ودراسة مواضيع متنوعة أو حتى استكشاف المشاعر الشخصية ذلك النهج الفردي يكون مسارًا لفتح أبواب الإبداع وإظهار جوهر أفكارهم في عمل فني وفي عالم التعبير الفني غالبًا ما تسهم الطقوس الشخصية في الصوت المميز للفنان وفي طابع أعماله.

 

س/ على ضفاف أي مرسى من مدارس الفن التشكيلي يحب قارب لينا الأيوبي التوقف والتزود بالجمال؟

ج/ لا أتبع مدرسة فنية معينة حيث أنني تعلمت بنفسي منذ الصغر بدأت رحلتي بفضول تجاه الفن الياباني والمانغ وهو ما دفعني للبدء في الرسم والتجربة مع أنماط ومدارس فنية مختلفة ومع مرور الوقت تطورت هذه التجربة إلى أسلوب فني مميز وفريد من نوعه في حياتي.

 


س/ برأيك كم تحتاج الفنانة التشكيلية من الخيال والحرية لتحقق رؤيتها وتتبناها في آخر المطاف؟
ج/ برأيي يحتاج أي فنان تشكيلي إلى كم كبير من الخيال والحرية لتحقيق رؤيته وفي النهاية اعتمادها إذ يُشكّل الخيال مصدرًا لابتكار مفاهيم وأفكار جديدة، في حين يمنح التحرّر والاستكشاف غير المقيد للفنان التعرف علي تقنيات وتعبيرات فنية تجمع هذا المزيج حيث يمكن للفنان من دفع الحدود وكسر التقاليد وتجسيد رؤيه إبداعية بشكل أكثر أصالة وتأثيرًا.


س/ كامراة فاعلة هل يستفزك ما يحدث في وطننا العربي من قضايا اجتماعية وسياسية؟

ج/ الحقيقة هي أنني أميل عادةً إلى التباعد بوعي عن الأحداث السياسية اليومية والقضايا الاجتماعية في منطقتنا العربية، فأغوص في عالم إبداعي خاص بي حيث تزدهر ثيمات السلام والحب والجمال من خلال فني وأسعى لخلق مساحة تتجاوز تحديات العالم الخارجي، وتدعو المشاهدين لتجربة شعور بالهدوء والإيجابية على الرغم من الاعتراف بأهمية تلك القضايا، إلا أنني أجد الراحة في المساهمة في عالم يتحول فيه الفن إلى ملاذ يسمح لي بتوجيه طاقتي نحو روايات ملهمة ومرفعة المعنويات.


س/ بماذا تشيرين للوطن؟

ج/ أنا أرى الوطن كنسيج غني من الإلهام بل إنه مصدر للألوان والملمس والقصص والعواطف التي تغذي إبداعي حيث تندمج المناظر الطبيعية والناس والثقافة لتشكل لوحة تحمل إمكانيات لا حصر لها للتعبير الفني.

س/ كيف يمكنك أن تقدمي لنا صورة عامة وشاملة عن طبيعة المشهد التشكيلي في البحرين  ودور المرأة فيه؟

ج / المشهد الفني في البحرين غني ومتنوع للغاية، حيث يضم عددًا كبيرًا من الفنانين الذين يسهمون في مجتمع فني نشط. تواجد العديد من المعارض التي تعرض الفن بانتظام يضيف إلى ديناميتيات الساحة الفنية ومن الملاحظ أن الفنانات في البحرين قد أظهرن نشاطًا ملحوظًا وتفاعلاً فعّالًا، حيث يقمن بعرض أعمالهن في مختلف الأماكن والمعارض وتمتد مساهماتهن إلى ما هو أبعد من الحدود الوطنية، حيث يشاركن بنشاط في منصات إقليمية ودولية، مما يبرهن عن قوتهن الفنية واهتمامهن. يُعتبر دور الفنانات النساء في المشهد الفني في البحرين ذو أهمية بالغة، حيث يثرين المشهد الفني بتصوّراتهن الفريدة وتعبيراتهن الإبداعية المتنوعة.

س/ الكثير من الأشخاص شعراء وفنانون وكتاب ضاعت أسمائهم في زحمة الإبداع لغياب ملامح مشروعهم هل لديك مشروع  تعملين عليه كفنانة؟

ج/ كفنانة لدي العديد من المشاريع التي عملت عليها مع شركات دولية للحفاظ على هويتي كفنانة في تلك الأعمال. حيث أعمل حالياً على مشروع فني مع فنان عراقي مشهور هذه المغامرة تحمل مكانة خاصة في قلبي وأعتقد أنها ستمثل تعاونًا فريدًا وغير مسبوق سيحمل رمزية خاصة.


س/ هل لنا أن نطلع على آخر الحوارات التي جرت بينك وبين آخر لوحاتك وما اسمها؟

ج/ أحدث أعمالي الفنية ليس له عنواناً حتى الآن وطريقتي في تسمية أعمالي فنية هي عملية متأنية ومدروسة إذ أؤمن أن اللوحة بحد ذاتها ستحدد في النهاية اسمها. تمامًا كعملية الإبداع، عملية التسمية هي رحلة استكشاف، أنتظر حتى يكتشف جوهر العمل الفني نفسه بشكل كامل، موجهًا لي نحو الاسم المثالي الذي يلخص رسالته وطابعه، وفي إحدى لوحاتي خضت تجربة في أسلوب فني جديد، مدفوعة برغبتي الدائمة في التطور وتحدي ذاتي. تجمع العمل بين عناصر التقاليد والثقافة الشعبية، مُرسِّخًا رسالة الوحدة والسلام. من خلال تداخل التأثيرات المتنوعة، هدفت إلى خلق تجسيد بصري للجمال الناشئ عن تعايش ثقافات وآفاق مختلفة بانسجام. تُجسِّد هذه اللوحة اعتقادي في قوة الفن في تجاوز الحدود وتعزيز التفاهم بين الأفراد من خلفيات متنوعة.

س/  برأيك هل يعتبر انتقاد الفنان للفنان مثلبة وهل واجهت كشيء كهذا في زياراتك للمعارض المختلفة؟

ج/ للأسف هناك العديد من الفنانين خاصة الناشئين منهم لا يعتبرون النقد صورة إيجابية وبل عتبرونه شكلاً من أشكال الاحباط وأنا أرى أن النقد هو جزء من عملية التعلم والتطوير، ويمكن أن يكون مقوماً ومفيدًا إذا تم تقديمه بطريقة بنّاءة ومفهومة، حيث يمكن أن يساهم في تحسين الفن وتوجيه الفنان نحو طرق أكثر تطورًا وتعاملي مع المعارض المختلفة أظهر لي تباينًا في استقبال النقد من قبل الفنانين، ولكن يبقى للنقد أهمية كبيرة لا غنى عنها.

- كلمة أخيرة؟

- في الختام أعتقد أن الفن يحمل قوة رائعة لربط الثقافات وإثارة المشاعر وملهماً للتعبير والتغيير، إنه لغة عالمية تتجاوز الحدود وأنا ممتنة لأنني جزء من هذا العالم التعبيري، شكراً مرة أخرى لاستضافتي وأتطلع إلى الفرصة للاستمرار في المساهمة في حوار الإبداع واستكشاف الفن الذي لا ينتهي.

ولا أخفي إعجابي الشديد بنخيل عراقي التي تعتبر جسراً هاماً بين الثقافات وشعلة لفهم الثقافات وما إلتزامها  بعرض وجهات النظر المتنوعة وتعزيز التراث العربي إلا دليلاً على نشر الحب والجمال وهو عمل يستحق الإعجاب حقاً وأنا كفنانة، أقدر المنصات التي مثل مدونتكم وهي  تمكننا كفنانين من المساهمة في حوار الثقافات.