loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

مفهوم النصّ الأدبي

breakLine

 


علي خليل إبراهيم/ كاتب عراقي


إن دراسة النص في ضوء الدراسات الحديثة قد يتطلب الكثير من التعمق في مفاهيم أخرى لسنا بصدد شرحها. 
لذلك سأوجز النصّ ومفهومة في الأدب وماهي العلاقات والتعبيرات التي تحيل عليه. 
للنص تعريفات عديدة وتوجهات معرفية واجتماعية ونفسية وفكرية.
" ولا يسعنا الا ان نركب بينها جميعاً ونستخلص المقومات الجوهرية الأساسية التالية.

- مدونة كلامية، يعني انه مؤلف من الكلام وليس صورة فوتوغرافية أو رسما او عمارة أو زيا وان كان الدارس يستعين برسم الكتابة وفضائها وهندستها في التحليل.
- حدث: ان كل نص هو حدث يقع في زمان ومكان معينين لا يعيد نفسه اعادة مطلقة مثله في ذلك مثل الحدث التاريخي. 
-  تواصلي، يهدف الى توصيل معلومات ومعارف ونقل تجارب ... الى المتلقي.
-  تفاعلي، على أن الوظيفة التواصلية - في اللغة. ليست هي كل شيء، فهناك وظائف اخرى للنص اللغوي اهمها الوظيفة التفاعلية التي تقيم علاقات اجتماعية بين افراد المجتمع وتحافظ عليها.


ووجميع هذه  التعريف لم تصنع تعريفا جامعا مانعا للنص الأدبي. 
ولأن النص كما يراه باختين – مكتوبا كان أو شفويا يعد مادة أولية تقوم بتحليلها الألسنية والفلسفة والنقد الأدبي وغير ذلك من العلوم المجاورة.
لقد اختلفت مفاهيم النص تبعا لأفكار صاحبها، ومع هذا هنالك محاولات عديدة وجيدة في تعريف النص.
يعده "هارتمانا" قطعة ما ذات دلالة وذات وظيفة، أي أنه قطعة مثمرة من الكلام .
أي ان النص هو نسيج وتجسيد لعدة أفكار تبعا لذات صاحبه، وهو تجسيد للكثير من المقومات النفسية والاجتماعية التي تهدف الى إيصال هذه الأفكار الى المتلقي بصورة واضحة وشفافية مبتكرة.
وان ذات الكاتب والشاعر متصلة تماما بالنص بجميع صوره الرمزية ودلالته. تجدر الاشارة الى قول "أدونيس " الذي أطلقه واصفا الشعرية التي اراها متلامسة مع النص ومع تعاريفه التي ذكرناها.
(الكتابة الشعرية يعني الذات والآخر في آن).
وهذا يعني بان الذات متصلة تماما مع الشعر وأنها لا تستطيع ان تحيد عنها الا بان تتأخذ من ذاتها ذات أخرى، وهذا يكون في سياق الجملة الشعرية والتعبير عنها في خيال الشاعر.


أن مفهوم النص يتداخل ويتعارض مع مفهوم آخر وهو العمل الأدبي. فكل منهم سماته الخاصة التي تميزه وتعطيه شكله الخاص وبُنيته الداخلية، حتى وان كانوا يدوران في نفس الموضوع.
ونظرية " أينشتين" التي فرقت بينهما وركزت على طرح مفهوم النص مقابل العمل الأدبي. وأشار بهذا الى منهجية النص والعمل الأدبي والبعد والجناس والى التعددية والأصل والقراءة، وسأوجز بعضها.

البعد المنهجي: ويرى أن النص ليس شيئاً ملموساً ومحدداً على العكس من العمل الأدبي والفرق بينه وبين العمل الأدبي ليس فرقا ماديا أو قيمياً أو زمانياً، فمن العبث إعلان أن العمل الأدبي تقليدي والنص طليعي، لأن الكثير من الأعمال التقليدية تنطوي على نصوص شائقة في حين أخفقت بعض الكتابات المعاصرة في أن تصبح نصوصا فالنص مجال منهجي أما العمل الأدبي فهو جسم مادي محسوس، كالكتاب الذي تراه بعينيك وتلمسه بيديك، والميزة أن النص يبلور نفسه على وفق مجموعة معينة من القواعد ويمكنه أن يتجاوز العمل ليمتد عبر عدة أجزاء، وأن يتشكل في مراحل وصور وأشكال مختلفة. 
البعد الشكلي أو الجنس الأدبي: فالنص لا يعرف النهاية ولا يمكن قسره على الانحراف تحت لافتات التقسيمات إلى أجناس أدبية أو إجباره على الانصياع لنسق أو تسلسل هرمي، فما يمكن النص من 
الاستمرارية هو قدرته على الإطاحة بكل التقسيمات السابقة عليه، وتدميرها، ومراوغتها. فالنص هو الذي يخترع الحدود، وهو الذي يقترحها ويعصف بها من خلال طاقته الفذة على الاستبعاد، فالنص دائما مختلف مع ذاته ومتعارض معها ومفارق لها

الإشارية: ويعني ذلك أن النص إشارة مفتوحة على عدد غير منتهٍ . من الدوال والمضامين، في حين نجد أن العمل الأدبي إشارة مغلقة على دالة قد تكون عرضة لعدد من التفسيرات المحددة التي تتسم بالثبات كل مرة.
ان النص يحمل رمزية تختلف جذريا عن الرمزية التي يتصف بها العمل الأدبي، كما ان النص ليس محددا وثابتاً فقد تراه يتغير تبعا لتغير البناء الداخلي له.

القراءة: العمل الأدبي سلعة للاستهلاك، أما النص فإنه يحرر العمل من الاستهلاكية.  ليصبح نشاطاً وإنتاجياً وهذا يعني أن النص يستلزم محاولة إزالة أو في الأقل تضيق المسافة بين الكتابة والقراءة.

وهذا يتيح للقارئ ان يتمكن من انتاج أفكار ونصوص جديدة معاصرة لهذا النص الأدبي، وذلك لأن النص الادبي ليس محدداً بفكرة واحدة أو ولا مركز بإيقاع واحد وهذا ما ميزه عن العمل الأدبي.

وتجدر الاشارة الى ان النص له القدرة الفعالة على اعطاء معاني عدة غير قابلة للاختصار، وهذا يحيل الى تفاعلها وتحويلها وترابطها بصور عديدة. لذلك نرى لها تفسيرات كُثر وأحياناً لا تستجيب للتفسيرات.
ومع تعددية المعاني لا يمكن استعادة أصول النص.
لو فرضنا نحن نقرأ نص جديد بعنوان جديد وهذا يعني انه كُتب حديثا. لكنه مع ذلك فقد كُتب سابقاً، فلا يمكن تحديد رؤوس النص او تحجيمه وارجاعه الى أصله.
أما العمل الأدبي فهو دائم البحث عن مؤلفه ولمؤلفه الحق والسلطة عليه ما دام هو المالك والأب الشرعي له. 
اما النص ليس له مالك فهو مركب كيميائي مكون من عناصر تداخلت وتشابكت وكونت النص، فلا مجال للنص لأن يكون له أب شرعي. 
"وهكذا يكون من الممكن تفكيكه وقراءته وكتابته من جديد، دون الرجوع الى الأب الشرعي له.
لأن التناصّ يقضي على مفهوم الأبوة، ف (الأنا) التي كتبت النص ليست (أنا) حقيقة وانما أنا ورقية ".

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي