loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

معركة التساؤلات بين محمد الفلسفي ومحمد الابراهيمي

breakLine

د . ناجي الفتلاوي/باحث واكاديمي عراقي

 

الذين ارقدوا النبي محمد (ص) في المدينة و اواصدوا عليه باب القبر لم يفتهم ان محمد (ص) يرقد في اسمائنا كما يرقد في مفاهيمنا المرتبطة بهذا الاسم , وهنا دورانية الدور وتتابعيته هي التي تسم العصور التي حضرت بعد ولادته وتسم العقول التي ولجت الى محمد (ص) المفهوم بوصفه نبيا لا رمزا دينيا يرتبط بماهويات اقنعت نفسها بتصنيف النبي محمد (ص) على انه مرتبط بعالم ينتج السحر ويدعو للسحر ولكن بمسميات متعددة وزوايا مختلفة , رائد التفكيكية جاك دريدا هو ايضا يختبيء خلف نبي ولكن على مقاسه هو لا على المقاس الابراهيمي الذي ينهل من المفارق القادم من خارج الاجتماع ,فهو بالمعنى الاولي الساحلي لم يعلم الا متاخرا ان اسمه الحقيقي هو ايليا (بالعبرية يعني الياهو وبالعربية يعني الياس) وهنا اذا اردنا ان نرصف اسمه تتابعيا فيكون جاك الياس دريدا وله اخوان الاول ابراهيم والثاني موسى , وهنا هيمنة الصفة الابراهيمية الاسمية واضحة ولكن ليس هذا هو المهم .
مورد الاشكال في موقعية الاسم النبوي والمفهوم النبوي عند الياس ,فقد تم تذويب النبي باعتباره اسما في تأويلية خاصة ترتبط بجعل الاسم الايقونة الاعمق لمفوم النبي وهذا مورد الاشكال المركب الذي تعمد الياس دريدا والسائرون على خطاه في تعقب اثره وساروا وفقا لمؤداه ,الاول واقصد (الاسم النبوي) يبغي صبغنا بصبغة ثقافية لها وضعية تاويلية جاهزة سلفا لا تتنفس برئة الحسم على عكس الثاني (المفهوم النبوي) المرتبط بمنظومة تتكأ على الرعاية والرواية وبالتالي من يفكر في تعقيد الاساءة الى الاسم يعيش على هامش الشاطيء اما ذاك الذي ينفعل عند تسييس المفهوم النبوي فهو يرى ما رآه النبي (ص) بخصوص الحادثة المشهورة في قوله لخالد (هلا شققت عن قلبه) ,فالاول يؤدي بنا الى انسداد (واقصد الاسم النبوي) ويصنع في مجريات احداثه صورة حربية مرعبة لمفهوم النبي محمد (ص) تجعل منه نبيا للسيف والرعب كما حصل لدى المودودي وسيد قطب , ان تطوير المورد الاول(الاسم النبوي) وفقا للمتطلبات الاساسية للفلسفة اليونانية المعتمدة لدى سلاطين الفلسفة سيؤدي الى نتائج مشابهة كتلك التي حصلت في النموذج اللاهوتي المسيحي الذي تحرك ضمن ديناميكيات اوصلته الى مقولات الميتات (موت الاله ,موت الانسان,موت الحقيقة ..الخ) لانه وببساطة فرط في منظومة المفهوم النبوي فامات الله والحقيقة والانسان والمؤلف وسار ومازال يسير الى العدمية في كل شيء ,اما في منظومة الفكر العربي المعاصر ثمة العديد ممن تماهوا وراق لهم تمخضات مقولات الميتات وخاصة تلك التي تعتمد على جماليات لفظية لم تطرق مسامعهم من قبل مع جراءة في تدوير الاسماء والمفاهيم ,مثلا احلال النبي محمد (ص) بوصفه رمزا دينيا محل النبي محمد بوصفه نبيا يحمل رسالة سماوية أمر ان ينشرها ويبلغها , المعنى في السطور اعلاه يحتاج الى فك اشتباك(واقعا جرى العكس) اسميته (معركة التساؤلات بين محمد الفلسفي و محمد الابراهيمي المبعوث من المفارق ,واليكم التساؤلات : 
• ابتداء :يجدر بنا أن نسأل ,لمن نسيء إذا أسأنا إلى نبيّ؟
• كيف نؤوّل استئناف بعض العرب المعاصرين لاسم (النبي)، باعتباره أنموذجاً للكتابة الإبداعية العميقة حول المصير الخلاصي لكينونة الإنسان في ذواتنا المعاصرة؟ 
• ثمّ كيف نفسّر انسداد أفق هذا الاستئناف الرومانسي الرائع لفكرة النبوّة، وانخراط العرب، بدلاً من ذلك، في استعمال شبه حربي لشخصية (النبي)، كبطل نهائيّ في مقالات التكفير (سيد قطب، المودودي). 
• كيف نؤوّل انتقال فكرة النبي من أنموذج رومانسي إلى بطل تكفيري في أفق الفكر العربي المعاصر؟
• السؤالُ عن مصير (النبي) في أفقنا، ليس أفقنا الروحي فحسب؛ بل أفقنا القيمي خاصّة، أو المعياري عامة ؟
• موت المقدّس الديني في أفقنا يجرى التفاوض حوله في خانة النبي، وليس الإله , هل هذا ما يراد لنا ان تأثر به ,موت النبي باعتباره كاريزما مقدسة؟ 
• قال نيتشه: «نحن الذين قتلناه». هل يمكن إطلاق هذا الاستدراك الميتافيزيقي على شخص (النبي) في أفق الفكر العربي المعاصر؟
• هل يمكن القول أنّ الموت الأخلاقي لفكرة النبي قد قطع شوطاً هائلاً منذ دخول ثقافتنا في أفق الأزمنة الجديدة المسمّاة ذاتيّاً بكونها «حديثة»،البطولة فيها تسليع البشر؟
• واقع الحال هو أنّ التحديث لدينا ارتبط بأفق معلمن، انتهى إلى تحويل أجهزة التشريع التقليدية، ومنها، بالتأكيد، جهاز النبوّة، إلى محميات أخلاقية غير قادرة على أداء الدور التقليدي لها ,هل يشتغل هذا المعنى في افقنا ؟
• هل يمكن القول ان هناك فشل إنجازي أصاب فكرة النبي، وحوّلها إلى حالة استثنائية، حالة أخلاقية، أو معيارية، استثنائية، تصلح للزيارة الميتافيزيقية، وليس للاستعمال العمومي ؟
• لقد تمّ التخلي عن أنموذج النبي، واستُعيض عنه بأنموذج آخر، له أسماء «حديثة» متعددة ومتنافسة، إلا أنّها ترجع إلى أصل واحد هو: الإنسان , ما دقة هذا الكلام ؟ 
• هل ما يحدث اليوم هو عمليات ثأر أخلاقية تتالت في أفق الفكر العربي المعاصر لاسترجاع شطر من ألق الشخصية النبوية، وإعادتها إلى الخدمة. 
• هل يتم جرنا اليوم الى إجراء إنقاذ أخلاقي «حديث» (على طراز يرضي ضمير الإنسان الأوربي، أو الإنسان الليبرالي المتشبع بما يسمى (الاسم النبوي) لشخصية النبيّ، باللجوء إلى عمليّة تردّ النبيّ إلى إنسانيته المحضة، وتضع بين قوسين كلّ ملامحه الدينية؟ 
• ما الفرق بين النفس الفاضلة الوثنية، التي صاغها أفلاطون، أو أرسطو، وبين النبيّ الإبراهيمي (محمد (ص) انموذجا)؟ 
• هل فعلاً يمكن الاكتفاء بالجانب الإنساني من شخصيّة النبيّ محمد (ص) ، والاستغناء المنهجي عن دوره النبويّ بما هو كذلك؟
• كان الهدف المنهجي هو تأويل شخصية النبيّ، بكل ملامحها، على نحو يتمّ إجراء عقلنة هادئة للأنموذج الذاتي الذي اقترحه وطبّقه، وتطهيره بشكل نقدي، ولغوي، وتأويلي، وأخلاقي، من كلّ ملامحه المتعارضة مع الفهم الحديث لمفهوم النبيّ، وذلك يعني مع الفهم المسيحي المعلمن لمفهوم النبوّة, ما امكانية تحقيق ذلك ؟
• ما ضرورة تاسيس جبهة لاهوتيّة انسانوية حامية للدفاع عن النبيّ الدّيني في سيرته النبويّة التقليديّة، التي بنى عليها الإسلام تاريخه الداعي الى الاعتدال والوسطية ؟
• ما نوع القيمة التي نمنحها لشكل الحياة التي تخصّنا اذا استندنا الى النموذج المحمدي ؟ 
• كيف تحوّل النبي من «رسول الله» إلى مجرّد «رمز ديني»او هل تحول ؟ من نبيّ الملّة إلى أيقونة عمومية في فضاء الدولة الحديثة؟
• هل نحن أمام علمنة حثيثة وحادّة لشخصية النبيّ حتى تصبح قابلة للاستعمال العمومي داخل شبكة القيم، أو المعايير، التي فرضتها الرؤية الحديثة للعالم وللإنسان , ولم نعد أمام التصوّر الديني لرسول الله في أفق الملّة ؟
• استدعاء النبي (ص) الى واقعنا المعاش هل يفرض علينا مسؤولية تتخطانا ؟ 
بالتساؤلات اعلاه تم تعريض النبي والنبوة الى أكبر عمليّة اجهاض رمزي أهليّ للنبي الإسلامي، وتحويله إلى متحور أخلاقي،يحمل مشروعا بشريا قابلا للطعن في كثير من مضانه وقابلا للاخذ في قليل من مضانه وهذا  حسب مقاييس الضمير المسيحي المعلمن، الذي فرضته أوروبا المعاصرة على بقية الإنسانية .

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي