loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

في يوم الشعر العالمي الشعراء يرممون الحياة دائماً

breakLine

 


علي حسن الفواز  | ناقد عراقي

 

الاحتفاء بالشعر يعني الاحتفاء بالحياة، والاحتفاء بالخصب اللغوي، فالشعراء أكثر نزوعا لتمثيل ارادة ذلك الخصب بوصفه عنوانا للتجدد، ولإدامة الحياة عبر سيرورة المعنى والوجود، ولوضع الشعر قريبا من فاعلية الخلق وسيولة الافكار ولذائذ الكشف، إذ يمارس الشعراء طقوسهم في التدوين، وفي التفكير والحب، وفي اعادة تأهيل اللغة لتكون صالحة للخصب، ولتبديل ثيابها القاموسية والتاريخية والبلاغية.
في يوم الشعر العالمي الذي يحتفي به العالم اليوم، تتبدى دالة كتابته لتكون عنوانا لمواجهة القبح والكراهية والخوف والقمع، ليس لأنّ الشعر جمالٌ خالص، بل لأنّ وجود الانسان في العالم كان شعريا كما قال هولدرين.
هذا الإنوجاد هو تمثيل لقوة اللغة بوصفها أداته الفاعلة، وتمثيلا لقوة الحب والحرية، وللرغبة في أنْ يلامس الشاعر الوجود والطبيعة، فيتعرّف على اسرارها وسحرها، وهذا لا يحدث إلّا عبر مفاتيح الشعر واستعاراته الكبرى ومجساته وأطيافه وروح الطين التي تتوهج فيه. فما ورثناه من السيرة كان مشوبا بروح الشعر، وما اغتنينا به مسرحا واساطير وحكايات كان غامرا بكل شواظ الشعر، إذ يملك الشعر شغف العبور، وطاقة الفيض والخلق والنشيد، والشعراء يملكون سر الرؤيا، بوصفهم وارثي العرافين والحكماء والحكّائين والصعاليك وأصحاب المغازي وكتّاب الالواح والرقى وترياقات المعرفة، وأحسب أن هذه الحيازة هي الأثر الثرّ الذي تغتني به الأمم والحضارات، وتحفظ به هواجس واحلام المغامرين الذين هربوا من "النسق الى الذات" كما يقول عمر مهيبل، ومن الذاكرة الى اليقظة، إذ تمارس القصيدة وظيفة الصحو والتهيّج واللذة واستدعاء العالم الى بلاغة الوجود، والى موقد شواء الوقت...
نحن نشاطر العالم الاحتفاء، نرمم معه التاريخ، نواجه قبح الحرب والمكاره، نعيد صياغة الرؤيا والاسئلة، نقترح المنصات والعتبات، نكتب القصيدة وكأننا نزرعها، نتوهج معها عبر لذة الخصب، نفتح أفقا للحياة، وأملا للبقاء، نجدد هيكل القصيدة، نوهبها السعة والقراطيس، نكسوها بقمصان أسفارنا وليس اخطائنا، لكي نكون أكثر شجاعة في الاعتراف، وفي المعرفة، وأكثر حدسا بشغف الآتي، وأكثر تماهيا مع التحوّل، إذ نقترح لها مسارات ومسافات، واتجاهات نتداركها بالتشهي، والثورة، والمراودة، حيث لاتستكين اللغة للخواء ولا للصمت ولا لليباس..
الشعراء في يومهم يغوون العالم بالحياة واللذة، يطلقون له أناشيدهم الكبرى، ويطلقون بالونات احلامهم اليانعة بعيدا عن قسوة الموت والحرمان التي يصنعها المستبدون والعاطلون عن الحرية والجمال..
 

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي