رسالة الى الشاعر بدر شاكر السياب

علي جويد | كاتب عراقي

عذراً يا سياب فأنت صادق جداً في قصيدة  "الخفير" 
وحالم جداً في قصيدة  "غريب على الخليج" ...
فقولك اقرب للواقع في الخفير  حين تقول  
"أنا ما تشاء : أنا الحقير.
صبَّاغ أحذية الغزاة ، وبائع الدم والضمير
للظالمين . أنا الغراب
يقتات من جثث الفراخ . أنا الدمار ، أنا الخراب ‍‍‍!
شفة البفيّ أعفّ من قلبي ، وأجنحة الذباب
أنقى وأدفأ من يديّ . كما تشاء ... أنا الحقير"
‍!....
هذا هو العراقي فعلاً 
وقد يستاء الكثير من الطرح لانه لا يتوافق مع تطلعاتهم وامالاهم ولربما لانه  يصفهم الوصف الدقيق في الخيانة والابتذال في اسوأ ما وجد في التأريخ فمن منا لا يعرف نفسه ومن منا لا يعرف انه يخون او يداهن او يبيع الحق بالباطل وتارة يصف السياب ما نحن عليه هذه الايام متعجباً وانا اقولها لك ياسياب لو كنت حياً لهذا اليوم فحبك يتبدد وقولك ..
"إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون
أيخون إنسان بلاده؟
إن خان معنى أن يكون ، فكيف يمكن أن يكون" ؟....
بل 
كانوا وصاروا وتمركزوا وجثموا على صدر هذا البلد  بنا نحن الذين صفقنا لهم نحن واقصد الشعب العراقي بدون استثناء كلنا مشاركين بهذه الخيانة وكلنا مشاركين ببيع هذا البلد فلا ازكي احد على حساب اخر كلنا مشاركين بخوفنا وجبننا وانتمائاتنا لهذا وذاك فنحن الذين نراهم ونصفق لهم وهم يبيعون ويتاجرون بدمائنا ومقدراتنا ومصائرنا وفعلاً صدق القول 
" كيفما تكونوا يولى عليكم "
ففي عراقنا يا سياب امسينا لا 
"الشمس أجمل في بلادي من سواها ، و الظلام
حتى الظلام - هناك أجمل ، فهو يحتضن العراق
واحسرتاه ، متى أنام
فأحسّ أن على الوسادة
من ليلك الصيفي طلاّ فيه عطرك يا عراق" 
فشمس العراق خراب واذى وجفاف ولم تعد اجمل فشموس البلاد الاخرى اجمل بكثير وضلامهم اجمل لاننا في ضلامنا استبيح العرض والدم واستهتر المستهترون لتسلط عصاباتهم على رقاب الناس وحسراتك يا سياب على النوم فوق وسادة تشم فيها عطر العراق فعطورنا دخان لمكبات النفايات وغازات مسمومة تلوث الهواء والماء من مخلفات الحروب ومنتجات البترول " البترول الذي تتصارع عليه مافيات سلمنا رقابنا لهم خاضعين خانعين لا يجرأ احد لقول الحقيقة فينا خوفاً من القتل او العقاب فالجهل اصبح سيفاً على الرقاب والجهل استباحنا باسم الدين والتثاقف واللا انسانية فصار مثقفنا فقط القريب الى السلطة وواعضنا من وعاض السلاطين ان خرج عن طوع الصنم الاعلى فسقوه ولكونه لا يريد ان يفقد مكتسباته  وامتيازات يقول ما يطابق هواهم فيا سيابنا لا الشمس ولا الهواء ولا الليل ولا الانسان اجمل في بلادي بل اقبح في بلادي من سواها.