مقالات ادبية واجتماعية وفنية
حسين علي كاظم/ كاتب عراقي
حينما يتوقف القارئ للمشهد الحالي و للمجتمع على عدة أصعدة،
يجدُ نفسهُ بين فلسفتين او لِنَقُل فرضيتين
الأولى منهما : أنّ المجتمع فاسد و قد أظهرتْ مواقع الانترنت و برامج التواصل الاجتماعي حقيقة المجتمع أمام القاصي و الداني.
بينما الثانية منهما : أنّ هذه المواقع و التطبيقات قد أسهمت في إفساد المجتمع
و إنحلاله و ضياع الاجيال القادمة منه إلى حدٍ كبير لِما يُبَثُّ فيه من أفكار و فعاليات منحطة إضافة إلى ترميز التافهين و السذج من العامة الذين يبحثون عن (الطشة) و (الترندات) الذين وجدوا ضالتهم في هذه التطبيقات، وعلى حدِّ قول الاديب السوري محمد الماغوط* : لا تكن موهوباً فهذا زمان التافهين.
و نحن هنا أمام منعطفٍ مهم في تاريخ المجتمعات الإسلامية لا سيما العربية منها
على اساس أنها مجتمعات ملتزمة و محافظة على القيم و المبادئ،
حيث أنَّ الموقف يستدعي الوقوف و معالجة هذا الانحدار الفضيع بالخصوص لدى الاجيال القادمة حيث التجرد من المبادئ والقيم و الأعراف الخلقية و الاجتماعية و محاولة سلخ الهوية المجتمعية.
فنَجد نسبة كبيرة لا يعترفون بالضوابط و المبادئ المجتمعية، و محاولة تَبنِّي العادات والتقاليد الدخيلة تحت ذريعة التحرر او الانفتاح.
واذا أمكن لي أن أُوعز الأسباب فيمكن ان يتمحور الأمر على المرتكزات الأساسية في بناء المجتمع و هي الأسرة، المدرسة، والرموز الثقافية او الدينية.
فتجد أن:
~ الأسرة قد ضعفت روابطها فكلاً من الوالدين في وادٍ و منغمسا في عالم الإنترنت و التواصل الغير مجدي و قد تنصلا عن واجبهما تجاه نفسيهما و اطفالهما من التربية والتعليم و الإرشاد أو قد أعطيا الأطفال هواتف كي يرى و يسمع ما لا يُرى أو يُسمع من هذا المحتوى الهابط المؤثر حتما في نفسه و عقليتهِ.!
~ أما المعلم أو الاستاذ فأستطيع أن أقول أنهُ لا يتعدى كونهُ موظف دولة مناط بوقت الدوام حتى يعود لبيتهِ او يرهق نفسه بدوامين في المدرسة الحكومية و الأهلية إن أمكنه لزيادة دخلهِ و راتبه فقد نسي دوره التربوي و الإرشادي في تنشئة الجيل الجديد و لا ننسَ الفكرة المستشرية لدى طلبة المدارس و الجامعات حيث يُذاكر و يقرأ فقط كي ينجح و يتجاوز صفّهِ او مرحلتهِ الدراسية بعيدا عن كونها فيضا معرفيا علميا يقوّمه و يتسامى به.
~ أما الرموز فلربما إلى حدٍ ما تنصلوا عن دورهم و واجبهم تجاه المجتمع بحجة ان المجتمع قد إنحدر و ضاع و هذا التنصل حتما متأثرا بالسببين أعلاه،
و كل هذه الأسباب التي ذكرتها صنعت الفجوة العقيمة بين المجتمع و النخبة منه !
و لا أستبعد أن تكن هذه الأمور مؤدلجة قِدَماً لتجهيل المجتمع و تدميره ثقافيا، اجتماعيا، وحتى صحيا فيُصْبِح بلدا أو قُلْ مجتمعا مُسْتَهلَكا ومُسْتَهلِكا و لا غرابة فالامور جليةً لأولي الألباب.
فسلاماً لمجتمعٍ تحكمهُ شرذمته،
و إعتزلتهُ نخبته، و يتربص به القاصي و الداني لإستمالته، تارة بحجة المذهب و الدين و تارة بحجة الحرية و الديمقراطية
و عديد العناوين المفخخة.
...........................
الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-
او تحميل تطبيق نخيل
للأندرويد على الرابط التالي
لاجهزة الايفون
او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي