مقالات ادبية واجتماعية وفنية
محمد السوادي | ناقد عراقي
جَاءَ اَلنَّقْدُ لِكَيْ يَكُونَ كَاشِفا عَنْ اَلنَّصِّ اَلْأَدَبِيِّ مِنْ خِلَالِ اَلْأَدَوَاتِ اَلْخَارِجِيَّةِ وَالدَّاخِلِيَّةِ وَعَلَى ضَوْءِ ذَلِكَ تَعَدَّدَتْ اَلرُّؤَى اَلنَّقْدِيَّةُ لِلنَّصِّ اَلْوَاحِدِ اِعْتِمَادًا عَلَى اَلْأُسُسِ اَلَّتِي بُنِيَ عَلَيْهَا اَلْمَنْهَجُ اَلنَّقْدِيُّ فَلَا غَرَابَةَ إِذًا تَعَدّد اَلنَّقْد بِتَعَدُّدِ تِلْكَ اَلْمَنَاهِجِ وَلَوْ رَجَعْنَا إِلَى أُصُولِ اَلْمَنَاهِجِ لَوَجَدْنَاهَا أُصُولاً اِسْتِقْرَائِيَّةً أَخَذَتْ نَمَاذَجَا مِمَّا كُتَبَ ( مَبْنِي لِلْمَجْهُولِ ) وَأَسَّسَتْ عَلَيْهَا وَقَدْ جَاءَتْ أُولَى تِلْكَ اَلْمَنَاهِجِ فِي عَصْرِ مَا قَبْلَ اَلْمِيلَادِ وَجَاءَتْ بِنْيَتُهَا اِعْتِمَادًا عَلَى اَلْأُسُسِ اَلْقَصَصِيَّةِ اَلَّتِي كَانَتْ مُنْتَشِرَةً آنَذَاكَ فَخَرَجَ إِلَيْنَا اَلْمَذْهَبُ اَلْكِلَاسِيكِيُّ اَلْبَذْرَةَ اَلْأُولَى لِمَا جَاءَ بَعْدَهُ. وَهَذَا وَإِنْ كَانَ مَذْهَبًا تَقْنِينِيًا لِطُرُقِ اَلْكِتَابَةِ إِلَّا أَنَّهُ يُعْتَبَرُ رُكْنًا مِنْ أَرْكَانِ اَلنَّقْدِ وَهُوَ بِالتَّأْكِيدِ أَحَدَ أَدَوَاتِهِ اَلْمَعْرِفِيَّةِ وَاَلَّتِي مِنْ خِلَالِهَا يُسْتَقْصِى اَلنَّصُّ وَيُلْقِى اَلضَّوْءُ عَلَيْهِا بِصِفَتِهِا أَدَاةً دَاخِلِيَّةً.
وَقَس عَلَى مَا تَقَدَّمَ مَا جَاءَ بَعْدَهُ مِنْ مَذَاهِبَ أَدَبِيَّةٍ جَاءَتْ رَافِدَة لِلْمَنَاهِجِ اَلْأَدَبِيَّةِ، وفِي اَلْمُحَصِّلَةِ نَرَى أَنَّ كلّ تِلْكَ اَلْأَدَوَاتِ جَاءَت اِسْتِقْرَائِيًّا وَلَا تمَثِّلُ اَلْكُلِّيَّةَ بِمَكَانٍ، وَلَعَلَّ ذَلِكَ يَعُودُ إِلَى طَبِيعَةِ اَلْأَدَبِ نفسه وَمَا يُمَثِّلُهُ من عِلْم إِنْسَانِيّ
لَا يَتَحَدَّدُ بِقَوَاعِدَ ثَابِتَةٍ وَلَا تَسْتَطِيعُ حَصْر فَعله فِي مُعَادَلَاتٍ حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ مُعَقَّدَةً ، وَمِنْ خَيْرِ اَلْأَمْثِلَةِ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ كَثِيرًا مِنْ اَلنُّصُوصِ اَلَّتِي نُشَرَتْ وَسَتَنْشُرُ
لَا تَسْتَطِيعُ حَصْرَهَا فِي مَذْهَبٍ وَاحِدٍ إِلَّا إِذَا تَكَلَّفَ اَلْكَاتِبُ وَضْعَهَا طِبْقًا لِمَا دُوّن مِنْ نَظَرِيَّةٍ مُعَيَّنَةٍ فَمِنْ مِنَّا لَمْ يَقْرَأْ قِصَّةً وَاقِعِيَّةً
لَا تَخْلُو مِنْ رُومَانْتِيكْ أَوْ تَعْبِيرِيَّةٍ لَا تَخْلُو مِنْ رَمْزٍ أَوْ كِلَاسِيكِيَّةٍ
لَا تَخْلُو مِنْ نَفْسٍ وُجُودِيٍّ وَهَلُمَّ جَرَى. وَقَدْ يَسْأَلُ سَائِلَ هَلْ بِالْإِمْكَانِ ضَبْطَ تِلْكَ اَلْقَوَاعِدِ بِحَيْثُ تَكَوُّنُ قُوَاعَدَا كُلِّيَّةً لَا يَسْتَطِيعُ اَلْكَاتِبُ اَلْهُرُوبُ مِنْهَا كَمَا فِي اَلْقَوَانِينِ اَلْعِلْمِيَّةِ اَلَّتِي لَا تَقْبَلُ أَكْثَرَ مِنْ إِجَابَةٍ وَاحِدَةٍ؟
وَنَسْتَطِيعُ اَلْقَوْلَ إِنَّ هَذَا لَيْسَ بِبَعِيدٍ أَنْ أَعَدْنَا قِرَاءَة اَلْأُصُولِ اَلْنقْدِيَّة اَلْمَعْمُولِ بِهَا وَعَرْضِهَا عَلَى اَلْأَدَوَاتِ اَلْمَعْرِفِيَّةِ لِلُّغَةِ اَلْكَاتِبَ وَقَدْ يَسْتَدْعِي زَمَنًا مُعْتَدًّا بِهِ وَلَعَلَّنَا نَعْرِضُ فِي قَادِمٍ اَلْأَيَّامِ بَعْضَ اَلْإِجَابَاتِ اَلَّتِي رُبَّمَا قَدْ تُسْهِمُ فِي هَذَا اَلْبَابِ.
...........................
الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-
او تحميل تطبيق نخيل
للأندرويد على الرابط التالي
لاجهزة الايفون
او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي