loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

السعادة

breakLine
2021-11-28

 


غِيد آل غَرَب || كاتبة عراقية


اعتقدتُ في طفولتي إن السعادة بإمتلاك الأشياء، ووجود الوالدين بقربنا وعائلة كبيرة نلعبُ مع أطفالها، عندما كبرتُ قليلًا وجدتُ أن السعادة في الصحبة الجميلة، كتابة الشعر وسماع الأغاني وبقي إعتقادي الأول بأهمية وجود الوالدين للسعادة. بعد تخرجي فطنتُ لأهمية العمل في إسعاد الإنسان، يكون مستقلًا ماديًا عن والديه، يستطيع شراء ما يحتاجه ويدخر لأزمات عمره. بعد الزواج وجدتُ السعادة بالأمان، أن نخلد إلى وسائدنا موقنين إنّ الشريك وفيٌّ بل ويفكر في كيفية إسعادنا والإتيان بكل الكون لنا. بعد فترة لم يوفقنا الله بطفل فصار اعتقادي كله وتفكيري وتخطيطي بأن السعادة هي الأطفال، أولئك الملائكة الذين تتزين بهم البيوت ويملأون القلوب بهجة وطمأنينة وأمل هي السعادة. رافقتُ في مرحلة نضجي صديقة من بلادٍ عربية بعيدة كل شيء في عاداتهم وتقاليدهم مختلفين عنّا فوجدتُ السعادة في التعرف على الناس وابقاء أكبر عدد ممكن منهم حولنا، هم السند الذي نحتاجه والحائط الذي نسند ظهورنا عليه. 
اختلف تعريفي للسعادة في كل سنوات عمري، كانت في كل مرة تتخذُ طابعًا معينًا وفقًا لأفكاري وطموحاتي.
بعد الثلاثين السعادة بالنسبة لي سلامة والديّ خاصة وكل أفراد عائلتي، صدور الكتاب الأول والفوز بجائزة، تعليق على وسائل التواصل الاجتماعي من كاتب/ كاتبة أحبهم، الاكتفاء عن الحاجة لأحد، كتم السر سعادة أخرى. 
تجاوزت منتصف ثلاثينيات عمري وأدركتُ إن السعادة غير نسبية ما يسعدني الآن لن يسعدني غدًا لكن تبقى الكلمة الحلوة والابتسامة اللطيفة والضحكة الخارجة من القلب من أهم مسببات السعادة. 
اليوم أنا على يقين قطعي بأن السعادة هي في الحرية، حرية اتخاذ القرار، في الكتابة، في تربية الأطفال، في العيش كما ترغب أنفسنا من دون الإضرار بأحد. الحرية هي السعادة ولا شيء يمكن أن ينافسها.

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي