البيئة بين المخاطر والمعالجات

إيمان قاسم اللامي / كاتبة عراقية

تعرضت البيئة العراقية لمخاطر عديدة كادت تهددها بالزوال جراء حروب متتالية فضلا عن حقبة حصار أوقفت كل مايمد حياتها بالاستمرار .
استخدمت أطراف الحروب أسلحة شتى عكست محتوياتها بكل ماتحمله من تهديدات مؤثرة في النمو ، انعكس ذلك على تدهور معدلات إنتاج الأرض فضلا عن خروج مساحات واسعة من الأراضي الزراعية عن صلاحها للمزروع العراقي .
واذا ما أخذنا بنظر الاعتبار الأهمية القصوى للمياه كرافد من شأنه ان يديم حياة الأرض والانسان فلا ننسى ماتعرضت له اهوار العراق المنتشرة في اقسامه الجنوبية من قمع ممثل بما حصل من عمليات تجفيف إبان سنوات الحرب مع إيران، فقد ساهمت سياسة التجفيف بهجرة إنسان هذه البيئة إلى اليابسة تخلصا من الهلاك الذي هدد حياته ، مما تسبب بموت ثروات مائية مهمة كالطيور والاسماك ، مما دفع العديد من المنظمات الدولية المعنية بحقوق وحماية الإنسان والبيئة لأدراج عملية التجفيف كجريمة دولية .
حدثنا خبير بشؤون البيئة فضل عدم ذكر اسمه قائلا:
لم تبذل الحكومات المتعاقبة في العراق اهتماما بحماية البيئة بعد تعرضها للويلات أسوة ببقية القطاعات ، وأن كان ادراج الاهوار في لائحة التراث العالمي مكسبا مهما للعراق لكن ذلك لم نرى ملامح التغيير المطلوب على هذه البيئة لأسباب تتعلق بالفساد المالي المستشري في العراق مع انها من أماكن السياحة التي يفترض ان تشهد انتعاشا كبيرا .
بينما ترى ام حسن من سكنة اهوار الحمار ان الاستقرار الأمني له دور كبير في انتعاش الحياة بمناطق الاهوار الا ان هذا الجانب ظل شبه مهمل بحكم استمرار صراعات عشائرية هنا وهناك ، مشيرة بالقول ان الجانب الأمني واحد من أبرز ركائز السياحة والاستثمار وذلك مانره في شمال العراق حيث انتعشت السياحة مثلما انتعشت حركة الاستثمار .
ان ماتتعرص له البيئة العراقية من تهديدات يبقى رهن وعي إنسان هذه البيئة وما تقوم به الدولة ومنظمات المجتمع المدني من عقد الندوات التوعوية المستمرة. 
وفي مجال التغييرات المناخية فالعراق خضع لها كسائر بلدان العالم الا ان معالجتها والتصدي لها يبقى محصورا بضرورة تشجير مساحات كبيرة اذا ماعرفنا بأن العراق يشهد ظاهرة تصحر تهدد هذا المناخ من شأنها ان تنعكس على المواطن.