loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

البنية العاطفية في ديوان "لا ينبض مرتين" للشاعرة ريم علاء محمد

breakLine

 

 

طالب عمران المعموري | كاتب عراقي


الحب  أو العشق  شيء فطري في النفس الانسانية ومتأصل فيها ، كلمة تحمل معنى هو من أنبل المعاني السامية وأسماها، ومن أعمقها وأغربها ، ومن أكثر المفاهيم والظواهر التي نختلف عليها وفيها، فكل واحد يفسرها ويفهمها حسب خلفياته الثقافية، فيكون بذلك، صعبا عن التحليل الجمعي ، وعصيا عن الاحاطة به..
من خلال قراءتي شعر ريم علاء محمد  وجدت نفساً شعرياً متميزاً صادقاً معبراً عن تلك المشاعر الجياشة في مجموعتها الشعرية (لا ينبض مرتين) الصادرة عن دار آراء للطباعة والنشر والتوزيع ، بغداد ،2023 .
تقدم لنا الشاعرة ريم علاء ،في عتبة نصية شعرية (لاينبض مرتين) تحقق جسراً قائماً بين الصمت والكلام، نصا  موازياً جريئاً، مدخلا رئيساً،  يصدم بصر المتلقي  ويفتح شهية القارئ ويستفزه، ليساعده على ان يدلف الى دهاليز النص .
ومن ثمة تأتي العنونة الداخلية ، معظمها جمل مركبة وبثنائيات ضدية ، ومتقابلة ومفارقات لفظية مدهشة وبلغة انزياحيه ، لأكثر من أربعين قصيدة  موزونه  التي  جاءت معظمها بصيغة بنى نصية يغلب عليها التركيب الانشائي والهاجس السردي، تخلق حالات شعرية:
(  فضاء وجفاف لخطاك، على جناح الريح، أهب النار لاشتياقي، من ضفاف الشوق، حسرةٌ من مهجتي ،أحجية المواسم،  احتمالات المعاني، العائدون الى الرحيل، عيناك كل مدائني، ما انساه من صفاتك، للهوى سلطان آخر، رصاصة في فؤادي، أنزلق عمداً من الصراط لجحيمك)
بنية الصورة                                             
الصورة من اهم مكونات النسق الشعري ، وهي رافد يمد التربة الشعرية بطاقات تعبيرية قادرة على شحن السياقات بمجموعة مدهشة من الاشكال التصويرية التي تتشكل في اساسها من نسيج شبكة العلاقات الدلالية بين الدوال المنسجمة المتناسقة والمتآلفة وحتى تلك المتخالفة التي تشحن بنوع من التقاطع والتضاد داخل النسق كما في مطلع قصيدة(فضاء وخافق لخطاك) ص15  : 
يا سامعا صوت الأنين الأوجع
تكفيك من وجد ابتعادك أدمعي
سالت على نهر اشتياقك وجعة ً
و أنـا لـ(أه) لقائـها لا أدعـي
ناهيك عن حزن يفيض بمهجتي 
وانين قلبٍ صارخ في مسمعي
فسل الغياب الا برأسك وجعة
غير الرحيل وصرخة لم تسمع
تنهي عذبات اغترابك في الحشا
لسكون أشواقي و نار تولعي
يا راحلا عني وصوتك لم يزل
نبضاً يراقص ضربة في أضلعي
القصيدة تعبر عن تجليات الحب والافتقاد، حيث تظهر الشاعرة الألم والحنين إلى الحبيب ولقائه، وكذلك الألم الناجم عن الغياب والبعد. تستخدم الشاعرة مجموعة من المفردات والصور الشعرية مثل "صوت الأنين" و"وجد ابتعادك" و"نهر اشتياقك" لتوضيح الحالة العاطفية العميقة التي تمر بها الشاعرة. يظهر الشعور بالحنين والأسى بسبب فقدان الحبيب وبعده عنها، مما يجعلها تعيش في حالة من الحزن والشوق المستمر.
في هذه القصيدة يتم استخدام التقنية الشعرية للصور بشكل بارز لنقل المشاعر والأفكار بشكل أكثر تجسيدًا وجاذبية. يتضح ذلك من  بعض الصور الشعرية المستخدمة في القصيدة أعلاه:
صورة الألم والحنين: على سبيل المثال، "صوت الأنين الأوجع" تعبر عن شدة الألم والحزن الذي تشعر به الشاعرة بسبب الافتقاد والبعد عن الحبيب.
صورة الدموع والأشواق: تظهر في عبارات مثل "تكفيك من وجد ابتعادك أدمعي" و"نهر اشتياقك وجعةً"، حيث تعكس الدموع والأشواق مدى الحنين والشوق الذي تعيشه الشاعرة نتيجة البعد عن الحبيب.
صورة الغياب والصوت: مثل "سل الغياب الا برأسك وجعة" و" يا راحلا عني وصوتك لم يزل"، تظهر صورة الحزن والشوق بسبب غياب الحبيب واشتياقه لصوته ووجوده.
صورة القلب والنبض: مثل "وانين قلبٍ صارخ في مسمعي" و" نبضاً يراقص ضربة في أضلعي"، تعبر عن الشعور العميق والنبضات القوية للحنين والشوق في قلب الشاعر.
تستخدم هذه الصور الشعرية لتعزيز المشاعر والأفكار التي يحاول الشاعر التعبير عنها، وتجعل القصيدة غنية بالعواطف والتفاصيل الجمالية.
بنية الصورة من خلال محورين الاول مصادر الصورة وهي الواقع والطبيعة 
كما في البيتين من قصيدة (ما أنساهُ من صفاتك) ص99 :
ومواسـم الازهـار مرّ ربيعـها
متحيـرا ما بين ألسـنة اللـهبْ
للضوء ينجذب الفراشُ لحُسنه
فيعود محترقا يمزقه العطبْ
المحور الثاني يتناول أنواع الصورة الجزئية وهي : التشبيه وتبادل مجالات الادراك بالتجسيد والتشخيص ، والتجريد ، وتراسل الحواس ، ومزج المتناقضات والمفارقة 
كما في مطلع القصيدة (ما أنساه من صفاتك ):
لا خير في شوقٍ أتى بعد العتب
فالحب يهلك اذ يدنسه الكذبْ
كم من فؤاد قد هوى متأملا
حين اشتياق والمؤملُ قد ذهبْ
والليل إذ ما جاء جاء بذكرهم
بعد الجوى صبحاً يمشطه التعبْ
لا وجهة للراحلين وها أنا
راهنتُ أن الشوق يوما ما نضبْ
البناء الفني
تستخدم الشاعرة لغة شعرية متقنة تعبر عن مشاعر الحب والافتقاد بشكل عاطفي وعميق، و تستخدم الشاعرة صوراً بصرية وحسية تجعل القارئ يشعر بالحنين والألم، مثل "صوت الأنين" و"نهر اشتياقك" و"أدمعي"، وهذه الصور تعزز التأثير العاطفي للقصيدة.
تتميز القصائد بنغمة وإيقاع شعري يجمع بين الألم والشوق، مما يعزز من قوة الأداء الشعري.
تظهر الشاعرة تناوباً بين الحالات العاطفية المتضادة، مما يخلق توتراً وتشويقاً في القصائد ويجعلها أكثر إيقاعية وجاذبية للقارئ.
فضلا عن  التكرار والتشبيه التي وظفته الشاعرة  لتعزيز مشاعر الحب والافتقاد، وتجسيد الألم والشوق بشكل أقوى.
كذلك البناء الدرامي ، بما فيه من حوار بنوعيه خارجي وداخلي كما في قصيدة (نسيان ) ص106 
لم أرتكب جرمـا فكيف قتلتني ؟
وبأي حـقٍ تستبـاح سنينـي
أوَهل جزاء الوصل عندك بالجفا؟
فنفيتني عمرا جزاء حنيني
ارحل فما عاد الطريق يشدني 
أو لـهفـة تعلـو لـكي تـدنينــي
شغلت قضية العشق قلب الشاعرة ، وتفتحت قريحتها للغزل ، فجاد لسانها بأوصاف الشوق والسلوى والوصال والهجر نره جليا في قصيدتها ( أهب النار لاشتياقي)ص32 
أوَ هل تراني في اشتياقك أكذبُ؟
أخفيتُ حباً في فؤادي يلهبُ
تغفو على قلبي السلام بواحـةٍ
وأنا أشقى والسكوت مصيبي
ما زلت ُ أشقى والسكوت مصيبتي
وأرى حنينك ناطقا يتطيبُ
وقد عبرت الشاعرة عن حبها مستخدمة معجماً دلالياً يفيض بكلمات الغزل كما في قصيدة (غزل الشفاه ) ص43 :
إني عشقتكَ دون الخلق كلهمُ
ايقنتُ اني منك القلب أقتحم 
إني لأحسب حين الليل يدركني
أهفو اليكَ وفي جنبيكَ التحمُ
آوي اليـك كمــا الـطيـر محتميــاً
من المخاطر حين الريح تضطرمُ
تبين الابيات رقة مشاعر المرأة وعواطفها بعامة ورقة مشاعر شاعرتنا بخاصة ، وقد أظهرت الشاعرة ريم  علاء عاطفة جامحة تشي بقوة الشعور وصدق المحبة .
 

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي